أعلنت منظمة شنغهاي للتعاون، التي تضم عشر دول من بينها الصين وروسيا والهند وإيران، إدانتها الشديدة للتصعيد في غزة والهجمات الأخيرة ضد إيران، مؤكدة في بيان رسمي ضرورة وقف إطلاق النار الشامل والدائم.
إدانة سقوط المدنيين في غزة
أكدت المنظمة أن الدول الأعضاء تعرب عن قلقها البالغ من تصاعد النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.
كما أوضحت أن استمرار الهجمات أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين، وهو ما يفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
بالإضافة إلى ذلك، شددت على أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك الفوري لضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عراقيل.
دعوة إلى وقف شامل لإطلاق النار
من ناحية أخرى، شدد البيان على أن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لاحتواء الأزمة.
ولذلك، دعت المنظمة جميع الأطراف إلى الالتزام بمسؤولياتها والامتناع عن أي أعمال تؤدي إلى إطالة أمد النزاع.
علاوة على ذلك، أكدت أن وقف القتال سيتيح المجال لإطلاق مفاوضات سياسية شاملة تحقق الأمن والاستقرار.
إدانة الهجوم على إيران
إلى جانب ذلك، دانت منظمة شنغهاي للتعاون بشدة الهجوم الإسرائيلي والأميركي الذي وقع في يونيو 2025 ضد إيران.
وأوضحت أن الغارات استهدفت بنى تحتية نووية مدنية، وهو ما أدى إلى سقوط ضحايا وانتهاك واضح لـ القانون الدولي.
كذلك شدد البيان على أن مثل هذه الأفعال تمثل خرقًا صريحًا لـ ميثاق الأمم المتحدة.
موقف موحد من الأعضاء
على الرغم من التباينات السياسية بين بعض الدول الأعضاء، إلا أن المنظمة أظهرت موقفًا موحدًا في هذه القضايا.
ففي المقابل، ترى الدول الأعضاء أن التهديدات الأمنية العابرة للحدود تتطلب تنسيقًا جماعيًا.
ولهذا السبب، تسعى المنظمة إلى تعزيز التعاون العسكري والأمني والاستخباراتي بين أعضائها.
أبعاد جيوسياسية
تأسست منظمة شنغهاي للتعاون في عام 2001، وتضم كلًا من: الصين وروسيا والهند وباكستان وإيران وقازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وروسيا البيضاء.
وبالتالي، فهي تُعد من أكبر التحالفات الإقليمية في أوراسيا.
كما أنها تسعى إلى تحقيق التوازن في مواجهة النفوذ الغربي، وخاصة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
أهمية البيان في المرحلة الراهنة
يرى محللون أن توقيت البيان ليس عابرًا.
فمن ناحية، يأتي في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
ومن ناحية أخرى، يعكس البيان قلقًا متزايدًا من اتساع رقعة الصراع ليشمل دولًا إقليمية أخرى مثل إيران.
كذلك، يوضح الموقف الجماعي أن المنظمة لم تعد تقتصر على التعاون الاقتصادي والأمني، بل أصبحت فاعلًا سياسيًا بارزًا على الساحة الدولية.
دعوات لتعزيز القانون الدولي
كما شددت المنظمة على ضرورة احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
ولذلك، أكدت أن استخدام القوة خارج إطار الشرعية الدولية يهدد الأمن العالمي ويزيد من احتمالات نشوب حروب واسعة.
على سبيل المثال، فإن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية اعتُبر سابقة خطيرة تهدد نظام منع الانتشار النووي.
ردود الفعل المتوقعة
من المتوقع أن يثير بيان المنظمة ردود فعل قوية في الغرب.
فبينما قد تعتبره بعض الدول تحديًا مباشرًا للسياسات الأميركية والإسرائيلية، قد يراه آخرون محاولة لتعزيز دور المنظمة كقوة موازنة.
في المقابل، رحبت أطراف عديدة في الشرق الأوسط بهذا الموقف، معتبرة أنه يفتح المجال أمام ضغط دولي لوقف الحرب في غزة.
الخلاصة
في النهاية، يمكن القول إن منظمة شنغهاي للتعاون تحاول من خلال هذا البيان توجيه رسالة مزدوجة.
فهي من جهة تؤكد تضامنها مع المدنيين في غزة ومع إيران، ومن جهة أخرى تعلن رفضها لاستخدام القوة خارج الشرعية الدولية.
وبذلك، تبرز المنظمة كلاعب محوري يسعى لإعادة صياغة موازين القوى في النظام العالمي الحالي.
