قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إنه بدأ العمليات التمهيدية والمراحل الأولية للهجوم على مدينة غزة. وأوضح في بيان رسمي أنه يعمل حاليًا بقوة كبيرة على مشارف المدينة، معتبرًا أن التقدم الميداني يمثل خطوة أولى قبل التوغل الأوسع.
إعلان غزة “منطقة قتال خطيرة”
في السياق ذاته، أعلن جيش الاحتلال أن مدينة غزة أصبحت “منطقة قتال خطيرة وخارج نطاق أي هدنة”. ويعني ذلك، وفق المراقبين، أن أي ترتيبات لوقف إطلاق النار لن تشمل المنطقة، مما يزيد من المخاطر على المدنيين.
وبالإضافة إلى ذلك، يرى محللون أن هذا الإعلان يهدف إلى الضغط على الفصائل الفلسطينية، ودفعها إلى القبول بشروط تفاوضية جديدة. علاوة على ذلك، يعكس القرار رغبة إسرائيل في تصعيد الموقف عسكريًا بعد فشل المحادثات السياسية الأخيرة.
استعادة جثة الرهينة إيلان فايس
من جهة أخرى، أكد مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، في بيان الجمعة، أنه تمت استعادة جثة الرهينة الإسرائيلي إيلان فايس من قطاع غزة. وأضاف البيان أن قوات الجيش عثرت أيضًا على أغراض شخصية تخص شخصًا آخر لم يُعلن عن هويته بعد.
كذلك، أشار البيان إلى أن استعادة الجثة تمت خلال عملية معقدة، شاركت فيها وحدات خاصة بدعم استخباراتي. وبهذا، تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى تقديم العملية للرأي العام كإنجاز عسكري وإنساني في الوقت نفسه.
تصعيد مستمر في غزة
على الرغم من الإعلان الإسرائيلي، فإن مصادر فلسطينية تحدثت عن استمرار القصف المكثف على مناطق عدة داخل القطاع. وقالت المصادر إن الهجمات استهدفت البنية التحتية المدنية، بما في ذلك منازل ومراكز إيواء للنازحين.
وبسبب هذا التصعيد، حذرت منظمات إنسانية من كارثة جديدة، خاصة أن عشرات الآلاف من السكان لا يجدون مأوى آمنًا. لذلك، طالبت الأمم المتحدة الأطراف كافة بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين من تبعات الحرب.
السياق الإقليمي والدولي
في المقابل، عبّرت عدة دول عن قلقها من إعلان غزة “منطقة قتال خطيرة”. بينما دعت واشنطن وتل أبيب إلى ضبط النفس، شددت عواصم أوروبية على ضرورة العودة إلى المفاوضات.
على سبيل المثال، قالت الخارجية الفرنسية إن الحل العسكري لن يحقق الاستقرار الدائم، مؤكدة أن الحل يكمن في العودة إلى مسار سياسي يضمن “حل الدولتين”.
وبالإضافة إلى ذلك، حذر مراقبون من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى توسيع دائرة الصراع لتشمل الضفة الغربية أو حتى جبهات إقليمية أخرى.
الاحتلال والهدنة المفقودة
جدير بالذكر أن جيش الاحتلال أعلن في وقت سابق استعداده لمناقشة ترتيبات “هدنة إنسانية”، لكن قرار استبعاد غزة منها أثار انتقادات واسعة. لذلك، يرى محللون أن الموقف الإسرائيلي قد يعقّد فرص أي تهدئة شاملة في المدى القريب.
أخيرًا، يشير المراقبون إلى أن الحرب الحالية على غزة مرشحة للاستمرار، ما لم تتدخل قوى دولية مؤثرة للضغط نحو وقف إطلاق النار. ومع ذلك، يبقى المشهد مفتوحًا على كل الاحتمالات، خصوصًا مع تعقّد الملفات الأمنية والإنسانية في المنطقة.