تركت جيهان السادات، زوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بصمة قوية في مجال الدفاع عن المرأة. فقد كانت مثالًا يحتذى به بين المصريات، لما قدمته من مبادرات وقوانين ساعدت على تحسين مكانة المرأة في المجتمع المصري. ولدت جيهان صفوت رؤوف في 29 أغسطس 1933 بمدينة القاهرة لأب مصري يعمل أستاذًا جامعيًا وأم بريطانية. وبمناسبة ذكرى ميلادها، نستعرض إنجازاتها وقانون “جيهان السادات” الذي حمل اسمها.
قانون جيهان السادات وأثره على المرأة
كان للراحلة جيهان السادات دور مهم في صدور مرسوم 1979، الذي اشتهر باسم قانون جيهان. فقد ألزم القانون الزوج بإبلاغ زوجته قبل تسجيل الطلاق رسميًا، وهو ما منح الزوجة فرصة قانونية للتصرف. بالإضافة إلى ذلك، أعطى القانون للزوجة الحق في رفع دعوى قضائية للمطالبة بالنفقة. علاوة على ذلك، مدّد فترة حضانة الطفل لدى الأم، بما يضمن استقرار حياة الأطفال بعد الانفصال.
وبسبب هذا القانون، أصبح للزوجة الحق في العيش في منزل الزوجية في حال عدم وجود مكان آخر مناسب. كما عملت جيهان السادات على تشجيع مشاركة المرأة في البرلمان، وأسست جمعيات خيرية تهدف إلى تعليم النساء وتوعيتهن. ومن خلال ذلك، لعبت دورًا أساسيًا في تطوير قوانين الأحوال الشخصية لصالح المرأة المصرية.
دورها في دعم المرأة المصرية
لم تكتف بالعمل على القوانين فحسب، بل دعت دائمًا المرأة المصرية إلى المشاركة الفعالة في نهضة المجتمع. فقد أكدت في تصريحاتها الإعلامية أن المرأة قادرة على إحداث تغيير حقيقي. وبالإضافة إلى ذلك، كانت تحث النساء على الانخراط في العمل المجتمعي والخيري.
كذلك، ركزت على ضرورة أن تكون المرأة عنصرًا فاعلًا في السياسة والاقتصاد والتعليم. ومن ثمّ، أصبحت رمزًا للإصرار والعطاء بالنسبة للأجيال الجديدة من المصريات.
جيهان السادات أم الأبطال
لقبت جيهان السادات بـ “أم الأبطال“. ويرجع هذا اللقب إلى دورها الكبير خلال حرب أكتوبر 1973. فقد كانت تشرف بنفسها على إعداد الطعام في مستشفيات الهلال الأحمر. كما كانت تكتب الرسائل إلى أهالي الجنود لطمأنتهم على ذويهم، وهو ما عزز روح التضامن الوطني في تلك الفترة.
وبينما كان زوجها الرئيس أنور السادات يقود المعركة سياسيًا وعسكريًا، كانت تساند الجبهة الداخلية إنسانيًا واجتماعيًا. لذلك، بقي اسمها مرتبطًا دائمًا بالبطولة والتضحية.
إرث جيهان السادات بعد رحيلها
توفيت جيهان السادات في 9 يوليو 2021، ودفنت بجوار زوجها الرئيس الراحل أنور السادات، تنفيذًا لوصيتها. ومع ذلك، فإن إرثها ما زال حاضرًا. فقد تركت بصمة واضحة في القوانين المصرية، وفي الوعي الجمعي للمرأة المصرية.
إضافة إلى ذلك، بقي اسمها مرتبطًا بالدفاع عن حقوق النساء والفتيات في التعليم والصحة والمشاركة السياسية. لذلك، يعتبر الكثيرون أنها لم تكن مجرد زوجة رئيس، بل كانت رائدة في العمل الاجتماعي والسياسي.
الخلاصة
في النهاية، يمكن القول إن جيهان السادات ساهمت في إحداث تحول كبير في مسار المرأة المصرية. فبفضل قانون جيهان، حصلت الزوجة على حقوق أكثر وضوحًا. كما أن جهودها الخيرية والتعليمية جعلت المرأة شريكًا فاعلًا في التنمية.
وعلى الرغم من رحيلها، يظل تأثيرها ممتدًا، إذ ألهمت أجيالًا من النساء على المشاركة في بناء مصر الحديثة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ذكراها تعكس صورة المرأة التي جمعت بين الإنسانية والشجاعة والالتزام الوطني.