كشف وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن المملكة العربية السعودية ماضية في توفير المساحة اللازمة للحوار بين روسيا وأوكرانيا، مؤكداً في الوقت ذاته على أهمية دعم جميع الجهود الرامية إلى حل الأزمة الروسية الأوكرانية عبر الطرق الدبلوماسية.
دعم الحوار بين روسيا وأوكرانيا
أوضح وزير الخارجية السعودي، خلال إحاطة صحافية أثناء زيارته إلى إيطاليا، أن الرياض تولي اهتماماً كبيراً بتشجيع المسار الدبلوماسي. وأضاف أن المملكة لا تزال تلعب دوراً محورياً في فتح قنوات النقاش بين الأطراف المتنازعة.
وبالإضافة إلى ذلك، شدد على أن الحلول السياسية تبقى الخيار الأمثل لتخفيف معاناة المدنيين وتفادي اتساع رقعة الصراع. لذلك، فإن استمرار المملكة في توفير هذا الإطار يمثل انعكاساً لنهجها القائم على الوساطة والسلام.
حل الدولتين.. السبيل للسلام في المنطقة
علاوة على ذلك، أكد فيصل بن فرحان أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة. وأوضح أن موقف المملكة ثابت في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأن الرياض تعمل مع المجتمع الدولي لتعزيز هذا التوجه.
وفي السياق ذاته، بيّن أن السعودية وإيطاليا تتوافقان في وجهات نظرهما بشأن أهمية إتاحة المجال للمسار السياسي في غزة، فضلاً عن ضرورة وقف الحرب بشكل عاجل.
توافق سعودي – إيطالي بشأن القضايا الإقليمية
على صعيد آخر، أبرز وزير الخارجية السعودي أن الرياض وروما تتشاركان المواقف في عدد من الملفات الإقليمية والدولية. وأضاف أن هذا التوافق يعزز التعاون المشترك ويخلق أرضية صلبة للعمل المشترك في المستقبل.
وبينما شدد على أهمية الحوار السياسي، أوضح أن العلاقات مع إيطاليا لا تقتصر على الجانب السياسي فحسب، بل تمتد لتشمل الاقتصاد والاستثمار والثقافة.
التعاون الاقتصادي بين السعودية وإيطاليا
في المقابل، كشف فيصل بن فرحان عن وجود 250 ترخيصاً لمقرات إقليمية للشركات الإيطالية في السعودية. وأشار إلى أن هذا الرقم يعكس الثقة المتبادلة بين البلدين، كما يبرز مكانة السعودية كوجهة استثمارية جاذبة للشركات العالمية.
وبالإضافة إلى ذلك، أكد أن المملكة تسعى لتعزيز شراكتها الاقتصادية مع إيطاليا في مختلف المجالات، سواء في الطاقة أو البنية التحتية أو التقنيات الحديثة. لذلك، فإن هذه الخطوات تأتي متماشية مع رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وجذب الاستثمارات الأجنبية.
ملفات مشتركة على طاولة النقاش
وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أنه سيناقش خلال زيارته لإيطاليا تفاصيل العمل المشترك في العديد من القضايا. وتشمل هذه القضايا الجانب السياسي والأمني، بالإضافة إلى الملفات الاقتصادية والتجارية والثقافية.
كما أن استمرار هذه اللقاءات يعكس الحرص المتبادل على تطوير العلاقات الثنائية والانتقال بها إلى مستويات أعلى من التعاون.
السعودية وسياسة الوساطة
أخيراً، يمكن القول إن تصريحات وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان تعكس النهج الدبلوماسي الذي تتبناه المملكة. فهي من جهة تدعم جهود الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، ومن جهة أخرى تؤكد التزامها بحل الدولتين كخيار استراتيجي للسلام في الشرق الأوسط.
وعلاوة على ذلك، فإن التوافق مع إيطاليا في القضايا السياسية والاقتصادية يفتح آفاقاً جديدة للتعاون المستقبلي، بينما يمنح الشركات الإيطالية فرصاً أكبر للتوسع داخل السوق السعودي.