أكد وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، على موقفه المتشدد تجاه قطاع غزة. إذ دعا إلى فرض حصار كامل يشمل قطع المياه والكهرباء والطعام، معتبرًا أن من لا يموت بالرصاص سيموت جوعًا. هذه التصريحات المتطرفة تكشف بوضوح رؤية يمينية متشددة داخل حكومة الاحتلال تهدف إلى إعادة احتلال القطاع وتهجير سكانه.
دعوات لفرض حصار خانق على غزة
أوضح سموتريتش أن الحل في غزة يبدأ بقطع جميع مقومات الحياة عن السكان. لذلك شدد على ضرورة منع دخول الطعام والدواء والوقود، مشيرًا إلى أن هذا الحصار سيؤدي، من وجهة نظره، إلى حسم المعركة سريعًا.
بالإضافة إلى ذلك، أكد أن استمرار الحرب لا بد أن يقترن بإجراءات تصعيدية قاسية. علاوة على ذلك، فقد وصف هذه الإجراءات بأنها السبيل الوحيد لإجبار الفصائل الفلسطينية على الاستسلام.
خطة الضم التدريجي للأراضي
ثانيًا، تحدث سموتريتش عن خطة واضحة لضم غزة إلى إسرائيل بشكل تدريجي. إذ قال نصًا: “كل أسبوع يمر نضم جزءًا من غزة، وبعد شهر من الحرب معظم المناطق ستُضم لإسرائيل”.
وبذلك يتضح أن الهدف المعلن ليس فقط القضاء على الفصائل المسلحة، بل أيضًا تغيير الواقع الجغرافي والسياسي للقطاع. في المقابل، يرى محللون أن هذه الرؤية قد تؤدي إلى تفجير الوضع الإقليمي وزيادة التوترات مع المجتمع الدولي.
الهجرة القسرية تحت مسمى “الطوعية”
من ناحية أخرى، شدد وزير مالية الاحتلال على ضرورة “تشجيع الهجرة الطوعية” لسكان غزة. أي بمعنى آخر، دفعهم إلى مغادرة أراضيهم قسرًا.
كما دعا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى تبني هذه الفكرة ودعمها سياسيًا. في المقابل، اعتبر مراقبون أن هذه الدعوات تمثل محاولة مكشوفة لتهجير الفلسطينيين قسرًا، تحت غطاء مصطلحات تبدو أقل حدة.
رفض أي صفقات لتبادل المحتجزين
علاوة على ذلك، أعلن سموتريتش رفضه القاطع لأي صفقات لتبادل الأسرى أو المحتجزين، إلا إذا ضمنت تحقيق الأهداف العسكرية الكاملة. لذلك شدد على أن الاستراتيجية النهائية تتمثل في نزع سلاح حركة حماس وإنهاء سيطرتها على القطاع.
وبذلك يؤكد وزير المالية أن الحكومة لن تقبل بأي حلول وسط، بينما تظل الوسائل العسكرية هي الخيار الأوحد من وجهة نظره.
دلالات التصريحات المتطرفة
هذه التصريحات تكشف بوضوح اتجاه اليمين المتطرف داخل حكومة الاحتلال. كما أنها تعكس رغبة في فرض حل أحادي الجانب يقوم على إعادة احتلال غزة بالكامل.
إضافة إلى ذلك، فإن هذا الخطاب يتجاهل أي مسارات دبلوماسية أو سياسية. على الرغم من التحذيرات الدولية المتكررة، إلا أن سموتريتش يرفض الاعتراف بجدوى أي مبادرات للتهدئة.
وبسبب هذا الموقف، يرى خبراء أن فرص التوصل إلى تسوية سلمية تتضاءل يومًا بعد يوم. في المقابل، يزيد خطر التصعيد العسكري وتفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.
الخلاصة
أخيرًا، يمكن القول إن تصريحات سموتريتش الأخيرة تعكس بوضوح عقلية تقوم على العنف والإقصاء. لذلك فهي تمثل تهديدًا مباشرًا لمستقبل غزة وللاستقرار في المنطقة بأكملها.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن تبني هذه السياسات قد يؤدي إلى صدام أوسع مع المجتمع الدولي، بينما يدفع المدنيون في غزة الثمن الأكبر من أرواحهم ومعيشتهم.