أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي دعم مصر الكامل للبنان في جهوده الرامية إلى استعادة الاستقرار والانطلاق في مسيرة التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار. كما شدد على أهمية مواصلة الدولة اللبنانية بذل الجهود اللازمة لضمان حماية استقرارها الداخلي والحفاظ على وحدتها الوطنية.
استقبال رسمي لرئيس الوزراء اللبناني
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي، اليوم الأربعاء، لرئيس مجلس الوزراء اللبناني الدكتور نواف سلام، في زيارة تعد الأولى له إلى مصر منذ توليه منصبه.
حضر اللقاء رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمود عصمت، ووزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج الدكتور بدر عبد العاطي، إلى جانب سفيري البلدين.
إشادة مصرية بالخطوات اللبنانية الأخيرة
صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير محمد الشناوي، بأن الرئيس السيسي رحب بالضيف اللبناني، مشيدًا بالإجراءات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة اللبنانية خلال الأشهر الماضية.
وأوضح أن هذه الخطوات ساعدت على إعادة انتظام مؤسسات الدولة اللبنانية وبسط سلطتها على كامل الأراضي.
الموقف المصري الثابت تجاه لبنان
خلال اللقاء، جدد الرئيس السيسي تأكيد موقف مصر الثابت والداعم لسيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه. وأشار إلى استمرار مصر في اتصالاتها المكثفة مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية المعنية، لضمان استقرار لبنان.
كما شدد الرئيس على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان، والتأكيد على أهمية دعم المجتمع الدولي لمؤسسات الدولة اللبنانية، خاصة الجيش.
تقدير لبناني للدعم المصري
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء اللبناني الدكتور نواف سلام عن تقديره الكبير لمصر والرئيس السيسي، مثمنًا الدعم المستمر الذي تقدمه القاهرة للبنان في مختلف المجالات.
وأشار إلى أن هذا الدعم يعكس عمق الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين.
أولويات الحكومة اللبنانية المقبلة
استعرض نواف سلام أولويات حكومته خلال المرحلة المقبلة، مؤكدًا أن تعزيز علاقات التعاون مع الدول العربية، وعلى رأسها مصر، يمثل ركيزة رئيسية في برنامج عمل الحكومة.
كما لفت إلى أن الجهود جارية لعقد الدورة العاشرة للجنة العليا المشتركة بين مصر ولبنان، والمقرر انعقادها في القاهرة قبل نهاية العام الجاري، بما يسهم في تعزيز مسارات التعاون المشترك في مختلف المجالات.
مصر ولبنان.. علاقات تاريخية ممتدة
تُعد العلاقات المصرية اللبنانية من أقدم وأقوى العلاقات العربية الثنائية. فقد وقفت مصر تاريخيًا إلى جانب لبنان في مواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية. وفي المقابل، ينظر اللبنانيون إلى مصر باعتبارها شريكًا موثوقًا يساندهم في المحافل الدولية.
دعم الاستقرار ركيزة أساسية
من الواضح أن مصر ترى في استقرار لبنان ضرورة إقليمية، لما يمثله من أهمية في التوازن العربي. ولهذا تعمل القاهرة على حشد الدعم الدولي لتعزيز قدرات الدولة اللبنانية، مع التركيز على دور الجيش اللبناني.
وفي المقابل، تعول بيروت على الدعم المصري باعتباره بوابة لإعادة الانفتاح على الدول العربية، واستعادة الثقة في قدرات الاقتصاد اللبناني.
آفاق التعاون في المرحلة المقبلة
من المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة خطوات عملية لتعزيز العلاقات المصرية اللبنانية، خاصة بعد انعقاد اللجنة العليا المشتركة. وتشمل هذه الخطوات مشروعات تعاون في مجالات البنية التحتية، والطاقة، والاستثمار، إلى جانب تبادل الخبرات في مجالات الإدارة والإصلاح المؤسسي.
يسهم الدعم السياسي المصري للبنان في تعزيز الاستقرار، مما يتيح جذب استثمارات عربية ودولية تدعم تعافي الاقتصاد.
خلاصة
تؤكد زيارة رئيس الوزراء اللبناني إلى القاهرة أن العلاقات المصرية اللبنانية تدخل مرحلة جديدة من التنسيق الوثيق. فبينما تؤكد مصر التزامها بدعم استقرار لبنان وسيادته، تعبر الحكومة اللبنانية عن تقديرها لهذا الدور، وتحرص على تعزيز التعاون الثنائي.
