وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي تلقى ، اليوم الجمعة، اتصالًا هاتفيًا من نظيره المغربي السيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج. وخلال هذا الاتصال، تم التطرق إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
عمق العلاقات التاريخية بين مصر والمغرب
في البداية، أكّد الوزيران على عمق الأواصر التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع بين مصر والمملكة المغربية الشقيقة منذ عقود طويلة. وبالإضافة إلى ذلك، أشار الجانبان إلى أهمية البناء على هذه العلاقات المتينة من أجل مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وبالتالي ضمان الاستقرار والتنمية في المنطقة.
تعزيز التعاون السياسي والدبلوماسي
وعلاوة على ذلك، أكدا الوزيران تطوير آليات التشاور السياسي والتنسيق الدبلوماسي لمواكبة التطورات الإقليمية.
كما اتفق الجانبان على استمرار اللقاءات الثنائية لتبادل الرؤى وتنسيق المواقف حول الملفات الإقليمية.
توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري
من جهة أخرى، شدّد الوزيران على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، نظرًا لأن العلاقات الاقتصادية بين مصر والمغرب تُعد ركيزة أساسية لتوطيد الشراكة الاستراتيجية. وبالتالي، فإن توسيع مجالات الاستثمار المشترك ورفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين سيسهم في تحقيق مصالح الشعبين الشقيقين.
على سبيل المثال، بحث الجانبان فرص زيادة الاستثمارات المغربية في السوق المصرية، خصوصًا في مجالات البنية التحتية والطاقة المتجددة والسياحة. وفي المقابل، أكدت مصر استعدادها لدعم رجال الأعمال المصريين للتوسع في السوق المغربي والاستفادة من موقع المغرب الاستراتيجي نحو أفريقيا وأوروبا.
التعاون الثقافي والتعليمي
إلى جانب ذلك، تناول الاتصال الهاتفي أهمية تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي بين القاهرة والرباط. فمن ناحية، يمكن للجامعات المصرية والمغربية تبادل الخبرات الأكاديمية، وإطلاق برامج مشتركة للبحث العلمي. ومن ناحية أخرى، يُتوقع أن يشمل التعاون مجالات الثقافة والفنون، بما يسهم في تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعبين.
كما أن هذا النوع من التعاون يسهم في تقوية الهوية العربية والإسلامية المشتركة، ويعزز التواصل الحضاري والثقافي بين البلدين.
مواجهة التحديات المشتركة
في السياق ذاته، شدّد الوزيران على ضرورة التنسيق المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، مثل الإرهاب والتطرف وأزمات الأمن الغذائي والمائي. وبسبب هذه التحديات، أصبح التعاون بين مصر والمغرب ضرورة ملحة لتعزيز الأمن القومي العربي.
وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجه المنطقة، أعرب الجانبان عن تفاؤلهما بقدرة البلدين على توظيف إمكاناتهما لتعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة.
رؤية مستقبلية للعلاقات الثنائية
ختامًا، اتفق الوزيران على أن العلاقات المصرية المغربية تشهد مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية، قائمة على التعاون المتعدد الأبعاد. وبذلك، فإن المرحلة المقبلة ستشهد تنسيقًا أكبر ليس فقط على الصعيد السياسي والاقتصادي، بل أيضًا في المجالات الثقافية والتعليمية والإنسانية.
وأخيرًا، جدد الوزيران التزامهما بالعمل المشترك لتحقيق تطلعات الشعبين، مؤكدين متانة الروابط التاريخية والإنسانية ومكانة البلدين كركيزتين في العالم العربي وأفريقيا.
