غيّب الموت، أمس، الفنانة السورية إيمان الغوري عن عمر ناهز 57 عاماً، بعد رحلة فنية تركت فيها بصمة واضحة في الدراما والمسرح والسينما. وقد اشتهرت الراحلة بدور «خيرو» في مسلسل «أحلام أبو الهنا» إلى جانب الفنان الكبير دريد لحام، وهو الدور الذي جعلها اسماً مألوفاً لدى الجمهور السوري والعربي على حد سواء.
بدايات إيمان الغوري وأعمالها الأولى
ولدت إيمان الغوري في دمشق، ونشأت وسط بيئة تحب الفن والإبداع. ومنذ دخولها عالم التمثيل، أظهرت موهبة فريدة في الأداء الكوميدي والاجتماعي. علاوة على ذلك، عُرفت بقدرتها على تجسيد الأدوار البسيطة والعفوية بطريقة محببة جعلت المشاهدين يشعرون بالقرب منها.
وبالإضافة إلى مسلسل «أحلام أبو الهنا»، شاركت في أعمال أخرى مهمة، مثل «الجذور تبقى خضراء» و«مذكرات عائلة» و«قلوب خضراء»، حيث أثبتت حضورها في الساحة الفنية السورية.
إيمان الغوري في المسرح والسينما
على الرغم من أن معظم شهرتها جاءت من التلفزيون، فإنها لم تقتصر على ذلك فقط. فقد دخلت عالم السينما عبر فيلم «تراب الغرباء»، وهو عملها السينمائي الوحيد. ومع ذلك، استطاعت من خلاله أن تبرز طاقتها الفنية.
أما على خشبة المسرح، فقد تألقت في عدة مسرحيات، مثل «وحش الليل» و«لا تدفع الحساب» و«الشاطر حسن». هذه التجارب المسرحية أضافت إلى رصيدها الفني وعمّقت علاقتها بالجمهور.
وداع مليء بالحزن من الوسط الفني
من جهة أخرى، نعت نقابة الفنانين السوريين الراحلة بكلمات مؤثرة، مستذكرة أبرز محطاتها الفنية وأثرها في الدراما السورية. وقالت النقابة في بيانها إن رحيلها شكّل خسارة للفن السوري ولجمهورها العريض.
كذلك، عبّر العديد من الفنانين عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن حزنهم العميق. على سبيل المثال، كتب بعض زملائها عن روحها الطيبة ووفائها، بينما أكد آخرون أن شخصيتها تركت أثرًا عميقًا في حياتهم المهنية والشخصية.
تأثيرها على الدراما السورية
من الواضح أن إيمان الغوري ساهمت بشكل مباشر في إثراء الدراما السورية. فشخصية «خيرو» التي قدمتها لم تكن مجرد دور عابر، بل أصبحت رمزًا للبراءة والعفوية والضحكة الصادقة. لذلك، استمرت هذه الشخصية في ذاكرة المشاهدين حتى بعد مرور سنوات طويلة على عرض المسلسل.
وعلاوة على ذلك، فإن حضورها في أعمال اجتماعية وأسرية جعلها قريبة من جميع الفئات العمرية. بينما فضّل البعض أدوارها الكوميدية، أحب آخرون ظهورها في الأعمال الجادة.
إرث فني باقٍ للأجيال
على الرغم من رحيلها المبكر نسبيًا، فإن الإرث الذي تركته إيمان الغوري سيظل حاضرًا. فالكثير من الأعمال التي شاركت فيها ما زالت تُعرض حتى اليوم على شاشات التلفزيون، مما يجعل صورتها مألوفة للأجيال الجديدة أيضًا.
وبسبب هذا الإرث، يرى النقاد أن إيمان الغوري تُعد جزءًا من ذاكرة الدراما السورية، حيث جمعت بين البساطة والموهبة، وقدّمت أعمالًا سيظل صداها حاضرًا لعقود قادمة.
الختام
في النهاية، يمكن القول إن رحيل الفنانة السورية إيمان الغوري يشكّل خسارة حقيقية للفن السوري والعربي. ومع ذلك، فإن أعمالها ستبقى شاهدة على موهبتها وحضورها الإنساني والفني. لذلك، سيظل اسمها محفورًا في قلوب محبيها وزملائها، كأحد الأسماء التي أضاءت سماء الدراما السورية بصدق وعفوية.