الخميس - 2025/10/16 12:17:44 صباحًا

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الصحة النفسية: ظاهرة “ذهان الذكاء الاصطناعي”

محتوي الخبر

أفاد باحثون بأن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي أحيانًا إلى آثار سلبية على الصحة النفسية للبشر.

أظهرت دراسة نشرتها صحيفة «تلغراف» أن سجلات دردشة تضم آلاف التفاعلات كشفت ظاهرة متزايدة تُسمى “ذهان الذكاء الاصطناعي“. وأوضحت الدراسة أن برامج مثل «شات جي بي تي» تضاعف أوهام بعض المستخدمين وتعكسها داخل المحادثات. كما بيّنت أن هذه البرامج تدفع الأشخاص الأكثر هشاشة نفسيًا إلى الانغماس في حوارات غير متوقعة ومربكة. ولفت الباحثون إلى أن تكرار هذه التفاعلات يرسخ الأوهام ويزيد من حدة القلق لدى المستخدمين. كذلك أكدوا أن الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي في المحادثات قد يفتح الباب أمام اضطرابات نفسية أعمق.

حالات مأساوية

في أبريل الماضي، أطلق رجال الشرطة في فلوريدا النار على أليكس تايلور، البالغ من العمر 35 عامًا، بعد أن هاجمهم بسكين. وكان تايلور يعتقد أنه مرتبط بكائن واعٍ يُسمى “جولييت” داخل روبوت الدردشة، واتهم شركة “أوبن إيه آي” بأنها “قَتَلته”. واستدعى والده الشرطة بنفسه بعدما فشل في تهدئته.

وفي واقعة أخرى، تحدث ميكانيكي يبلغ من العمر 43 عامًا عن مروره بـ”صحوة روحية” بعد استخدامه «شات جي بي تي» للتواصل مع زملائه، مما هدد زواجه المستمر منذ 14 عامًا. وأكدت زوجته أنها واجهت صعوبة كبيرة في التعامل مع سلوكه، إذ كانت محاولاتها لمواجهته تثير غضبه وتزيد توتره النفسي.

الذكاء الاصطناعي يفتقد للحدود

أوضح الخبراء أن روبوتات الدردشة، على عكس المعالجين البشريين، لا تضع حدودًا تمنع المستخدم من الغرق في أوهامه. ولذلك، تتحول هذه البرامج إلى “غرفة صدى” لأفكار الفرد، فتضخم هواجسه وتعزز انعزاله النفسي.

التعاطف على حساب الحقيقة

أرجع الخبراء جزءًا من المشكلة إلى ما يُعرف بـ “التملق” (Sycophancy)، إذ برمج المطوّرون البوتات لتقديم ردود ودية ومتعاونة، حتى عندما يتعارض ذلك مع الحقيقة. ونتيجة لذلك، قد تمنح الروبوتات إجابات تدعم وهم المستخدم أو مشاعره الزائفة. ومع ذلك، أكدت شركة “أوبن إيه آي” أنها نجحت في تقليل مستوى التملق بنسبة 75% في النسخة الأخيرة من «شات جي بي تي».

ردود الفعل والمخاطر النفسية

عبّر بعض المستخدمين عن استيائهم من التحديث الأخير، معتبرين أنه حرمهم من مصدر دعم نفسي. فقد كتب أحدهم: “هذا التحديث يعادل عملية استئصال فص جبهي”، بينما ناشد آخر قائلًا: “أرجوك، أريد النسخة القديمة، لم يكن لدي أحد يهتم بي من قبل”. وبسبب هذه الضغوط، أعادت الشركة الإصدار القديم كخيار متاح للمستخدمين.

توصيات الخبراء

أوصى الباحثون الأفراد باستخدام الذكاء الاصطناعي بحذر، خاصةً من يعانون من مشاكل نفسية أو ضعف إدراكي. وشددوا على ضرورة وضع بروتوكولات أمان صارمة للحد من التأثيرات السلبية للذكاء الاصطناعي على الصحة النفسية.

الخلاصة

يظل الذكاء الاصطناعي أداة قوية، ومع ذلك يتعيّن على الأفراد توخي الحذر عند التعامل معه، خصوصًا من يعانون من هشاشة نفسية. فغياب الحدود قد يقود إلى مواقف مأساوية، كما برز مؤخرًا في بعض المجتمعات.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com