وزير الداخلية السوري أكد، اليوم الأربعاء، إحباط عملية إرهابية كانت تستهدف كنيسة مار إلياس المارونية في ريف طرطوس، بعد توقيف عنصرين على صلة بفلول النظام البائد.
قالت وزارة الداخلية السورية في بيان رسمي إن وحدات الأمن المختصة فككت خلية إرهابية. كانت الخلية تخطط لتنفيذ هجوم انتحاري داخل كنيسة مار إلياس بقرية الخريبات في منطقة صافيتا، بمحافظة طرطوس.
وأكد الوزير أن العملية تمت بدقة عالية وبعد رصد استخباراتي مكثف لتحركات مشبوهة في المنطقة.وأوضح أن قوات الأمن قبضت على عنصرين أثناء توجههما لتنفيذ الهجوم. وضبطت بحوزتهما عبوات ناسفة ورايات سوداء ترمز لتنظيمات متطرفة.
تفاصيل العملية الأمنية
وذكر البيان أن الخلية الإرهابية مرتبطة بفلول النظام البائد. وكانت تهدف لإثارة الفوضى وبث الرعب، خاصة خلال المناسبات الدينية. ونُفذ كمين محكم أثناء تحركهم نحو الهدف. وتم توقيفهم دون إصابات أو خسائر مادية.
كما أكدت الداخلية أن المضبوطات شملت مواد متفجرة جاهزة للاستخدام، وعددًا من الوثائق التحريضية التي تؤكد التخطيط المسبق للعملية.
تعزيز الإجراءات الأمنية حول دور العبادة
وزير الداخلية السوري أكد استمرار تشديد الرقابة الأمنية حول الكنائس والمساجد والمنشآت الحيوية، خاصةً مع تصاعد تحذيرات من خلايا نائمة تهدد الاستقرار.
وأشار الوزير إلى أن يقظة الأمن وتعاون المواطنين ساعدا في إحباط المخطط. وشدد على أهمية رفع الوعي الأمني والتبليغ عن أي نشاط مريب.
خلفية الهجوم والهدف منه
كنيسة مار إلياس كانت قد استُهدفت بمحاولة مماثلة قبل عام، دون أن تسفر عن خسائر. وتشير معلومات أمنية إلى أن الجماعات المتطرفة تسعى إلى استغلال المناسبات الدينية لإحداث أكبر قدر من الأذى والفتنة بين مكونات المجتمع السوري.
وقد أثارت هذه المحاولة الفاشلة ردود فعل واسعة في الأوساط الدينية والاجتماعية، حيث استنكر عدد من رجال الدين هذا المخطط الإرهابي، مؤكدين أن استهداف دور العبادة يهدف لضرب التعايش المشترك وزعزعة الأمن المجتمعي.
التحقيقات جارية
نشرت وزارة الداخلية السورية صورًا للموقوفين، وأكدت أن التحقيقات جارية معهم للكشف عن باقي أفراد الشبكة المحتملة والداعمين لها. كما تم فتح تحقيق جنائي شامل بإشراف القضاء المختص.
ومن المنتظر أن تكشف التحقيقات خلال الأيام المقبلة عن مزيد من التفاصيل المتعلقة بمصدر التمويل، وارتباط الخلية بجهات خارجية محتملة.
دعوة إلى اليقظة المجتمعية
في ختام بيانه، دعا وزير الداخلية السوري المواطنين إلى الحفاظ على أقصى درجات الحذر واليقظة، والتعاون الكامل مع الجهات الأمنية، مشيرًا إلى أن التهديدات الإرهابية لن تنتهي بسهولة، بل تتطلب تكاتفًا وطنيًا شاملاً.
وأكد أن الوزارة مستمرة في العمل على حماية أرواح المدنيين، والحفاظ على أمن واستقرار البلاد، ومواجهة أي تهديدات تمس السلم الأهلي أو تضر بالبنية الاجتماعية لسوريا.