مقتل الطالب السعودي محمد القاسم، البالغ من العمر 20 عامًا، أثار صدمة واسعة في بريطانيا، خاصة داخل المجتمع الطلابي والجالية السعودية، بعد أن تعرّض لطعنات قاتلة على يد رجل بريطاني في مدينة بورنموث. وتعود الواقعة إلى يوم الجمعة 5 يوليو 2025، حيث طعنه المشتبه به في رقبته بسكين مطبخ، بعدما تربّص له في أحد شوارع المدينة القريبة من مقر إقامته.
تفاصيل الجريمة المروّعة
وفقًا لما نشرته وسائل الإعلام البريطانية، كان محمد القاسم يدرس اللغة الإنجليزية في معهد “إي أف” الدولي للغات، ضمن برنامج أكاديمي خاص. وفي يوم الحادث، تعرّض له المعتدي فجأة أثناء سيره في الطريق، وباغته بطعنات مباشرة في الرقبة، ما تسبب في نزيف حاد أودى بحياته على الفور، قبل وصول خدمات الإسعاف.
وعلى الفور، فتحت الشرطة البريطانية تحقيقًا موسعًا في الجريمة، وتمكنت من القبض على اثنين من المشتبه فيهم، أحدهما يبلغ من العمر 21 عامًا، والآخر يبلغ 50 عامًا، بينما لا يزال مشتبه ثالث في حالة فرار. وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن الجريمة قد تكون مدفوعة بكراهية أو نزعة عنصرية، إلا أن الشرطة لم تؤكد الدافع حتى الآن.
مشهد المحكمة الأول: تفاصيل صادمة
وأظهر مقطع فيديو القاتل وهو يترصّد محمد القاسم، ثم يخرج سكين مطبخ من حقيبته ويطعنه فجأة دون أي إنذار مسبق.وبعد ارتكاب الجريمة، حاول المشتبه به الهروب من مكان الحادث، إلا أن شهود العيان ساهموا في التعرف عليه وتقديم أوصاف دقيقة للشرطة.
قال محامي الادعاء أمام المحكمة: “كان الهجوم مباغتًا وعنيفًا للغاية، والنية واضحة لإحداث أكبر ضرر ممكن”. كما أضاف أن أحد المتهمين الآخرين حاول المساعدة في إخفاء الأدلة.
تفاعل رسمي وشعبي مع القضية
بعد الحادث، أعربت السفارة السعودية في لندن عن أسفها العميق. وتابعت القضية مع الجهات المختصة. كما أكدت ضرورة محاسبة الجناة بأقصى درجات القانون. كما قدمت الدعم الكامل لعائلة الفقيد في الإجراءات القانونية ونقل الجثمان إلى المملكة.
من جهة أخرى، انتشرت دعوات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بحماية أكبر للطلاب السعوديين والعرب في بريطانيا. وتركزت المطالب في المدن التي تكررت فيها الاعتداءات. وأعرب العديد من الطلاب عن خوفهم بعد الجريمة. وأكدوا أن محمد كان لطيفًا، ملتزمًا، ولم يكن على خلاف مع أحد.
محمد القاسم.. شاب طموح قُتل ظلمًا
محمد القاسم لم يكن سوى شاب سعودي طموح، سافر إلى بريطانيا لتحقيق حلمه في استكمال تعليمه. بحسب أصدقائه، كان متفوقًا في دراسته، ويمتلك طموحات واسعة، ويخطط للالتحاق بجامعة مرموقة لاحقًا. لكن هذا الحلم انتهى فجأة بسبب طعنة غادرة.
مطالبات بمحاسبة الجناة وتشديد القوانين
تزايدت المطالبات من الجالية العربية في بريطانيا بتشديد العقوبات على مرتكبي جرائم الكراهية والعنف ضد الأجانب، لا سيما أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه. كما دعا نواب في البرلمان البريطاني إلى فتح نقاش عاجل حول تأمين الطلاب الأجانب، وتحسين مستوى المراقبة في المناطق السكنية التي تشهد ارتفاعًا في معدلات العنف.
خاتمة
ئفي النهاية، تستمر التحقيقات في قضية مقتل محمد القاسم، وسط ترقّب واسع لما ستؤول إليه جلسات المحاكمة المقبلة. وبينما ينتظر أهله وأصدقاؤه العدالة، يبقى السؤال الأهم: إلى متى سيبقى الطلاب الأبرياء عرضةً لجرائم العنف والكراهية بعيدًا عن أوطانهم؟