الرئيس عبد الفتاح السيسي شهد، اليوم الاثنين، توقيع مذكرتي تفاهم مع رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية، وذلك خلال لقائهما في قصر الاتحادية. تأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك في مجالات التنمية الاقتصادية والمحلية.
في مستهل اللقاء، رحّب الرئيس السيسي بنظيره الفيتنامي، وأشاد بالعلاقات التاريخية بين القاهرة وهانوي. وأوضح أن هذه العلاقات تمتد لعقود من التعاون المثمر والتفاهم المتبادل. وأكد الجانبان خلال المحادثات حرصهما على تعزيز الشراكة الاستراتيجية، خاصة في ظل التحديات العالمية الراهنة. كما شددا على أهمية تكاتف الجهود وتوسيع مجالات التعاون.
توقيع مذكرتي تفاهم
شهد الزعيمان توقيع مذكرتي تفاهم مهمتين، تمثلان نقلة نوعية في مسار العلاقات بين البلدين.
جاءت المذكرة الأولى في مجال التنمية الاقتصادية. وقّعتها عن الجانب المصري الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي. أما عن الجانب الفيتنامي، فوقعها نائب وزير الصناعة والتجارة.
أما المذكرة الثانية فكانت في مجال التنمية المحلية. وقّعتها عن الجانب المصري الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية. ووقّعها عن الجانب الفيتنامي نائب وزير الشئون الداخلية.
تعزيز التعاون الثنائي
المذكرتان تهدفان إلى تبادل الخبرات والتجارب بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتنموية، بما يسهم في دعم جهود التنمية المستدامة وتحقيق التكامل في السياسات الحكومية. كما تفتحان الباب أمام تبادل الوفود الفنية وتنظيم برامج تدريبية مشتركة، ما يعزز قدرات الكوادر في كلا البلدين.
وخلال مراسم التوقيع، تم التأكيد على أهمية زيادة الاستثمارات المتبادلة، وتسهيل دخول الشركات المصرية إلى السوق الفيتنامية، وكذلك دعم الصادرات المصرية من خلال تحسين آليات التعاون الصناعي والزراعي.
تصريحات رسمية
في تصريح لها عقب التوقيع، أكدت الدكتورة رانيا المشاط أن مذكرة التفاهم ستدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتعزز الاستفادة من التكنولوجيا الفيتنامية في التصنيع الزراعي. وأضافت أن هذه الشراكة تأتي في توقيت مهم، مع سعي مصر لتنويع مصادر التعاون الاقتصادي وتوسيع شراكاتها في آسيا.
من جانبها، أشارت الدكتورة منال عوض إلى أن التعاون مع فيتنام في مجال التنمية المحلية سيسهم في تطوير الخدمات بالمحافظات المصرية، خاصة ما يتعلق بالإدارة المحلية والتخطيط العمراني. كما نوهت بأهمية تبادل الخبرات في الإدارة البيئية وتحسين جودة الحياة في المجتمعات الريفية.
آفاق مستقبلية
من المتوقع أن تسهم هذه الاتفاقيات في تعميق العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين، لا سيما في ظل توافق الرؤى بين قيادتي مصر وفيتنام حول أهمية العمل المشترك في مواجهة التحديات التنموية. كما تعكس حرص الجانبين على بناء شراكة تقوم على المصلحة المتبادلة والاحترام المتبادل.
وتعد هذه الخطوة امتدادًا للتعاون المتواصل بين القاهرة وهانوي، خاصة بعد زيارة الرئيس السيسي لفيتنام في عام 2017، والتي أسست لمرحلة جديدة من الانفتاح والتعاون في مختلف المجالات.
وفي ختام اللقاء، أعرب الرئيس السيسي عن تقديره العميق لفيتنام حكومة وشعبًا، مؤكدًا أن مصر تتطلع إلى تعزيز العلاقات الثنائية في السنوات المقبلة، بما يحقق المصالح المشتركة ويسهم في استقرار ونمو المنطقة.