الصين أطلقت أول برنامج دعم وطني لرعاية الأطفال، في خطوة حاسمة لمواجهة الانخفاض السكاني المتزايد. ويأتي هذا القرار بعد سنوات من المبادرات المحلية التي فشلت في عكس تراجع معدلات المواليد.
بموجب البرنامج الجديد، ستحصل الأسر على إعانة سنوية قدرها 3600 يوان (نحو 500 دولار أمريكي) لكل طفل يولد اعتبارًا من 1 يناير 2025 وحتى يبلغ الثالثة من العمر. وبهذا، يصل إجمالي الدعم إلى 10,800 يوان لكل طفل. كما سيحصل الأطفال المولودون قبل هذا التاريخ، والذين لم يبلغوا الثالثة، على دعم نسبي حسب الأشهر المتبقية.
جاء هذا الإعلان في وقت تحاول فيه الحكومة دعم النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي. وقد صرّح الخبير الاقتصادي هوانغ زيتشون بأن هذه الخطوة تمثل تحولًا مهمًا في طريقة تعامل الحكومة مع الأزمة السكانية. ومع ذلك، أشار إلى أن الأثر الفعلي على معدل المواليد قد يكون محدودًا على المدى القصير.
تشير الإحصائيات إلى أن عدد سكان الصين انخفض للعام الثالث على التوالي. ففي عام 2024، تراجع عدد السكان بمقدار 1.39 مليون نسمة، ليصل إلى 1.408 مليار. وعلى الرغم من تسجيل 9.54 مليون مولود جديد، إلا أن عدد الوفيات تجاوز عدد المواليد.
من جهة أخرى، يرجع بعض الخبراء ارتفاع المواليد النسبي إلى تأثير “عام التنين” في الثقافة الصينية، إضافة إلى السياسات السابقة التي شجعت على الإنجاب.
لكن التحديات لا تزال قائمة. فقد انخفض عدد حالات الزواج بنسبة 20% خلال عام 2024، وهو مؤشر سلبي لمستقبل الخصوبة. كما أن ارتفاع تكاليف المعيشة، وعدم المساواة بين الجنسين، والمخاوف من البطالة، تدفع العديد من الأسر لتأجيل فكرة الإنجاب.
تعمل الحكومة حاليًا على تعزيز الحوافز، مثل المكافآت النقدية، وإجازات الأبوة الممتدة، والدعم الضريبي، والإعفاءات السكنية. وتهدف هذه الإجراءات إلى تشجيع الأسر على إنجاب المزيد من الأطفال، خاصة في ظل تزايد الضغوط السكانية والاقتصادية.
