مهرجان سالزبورغ، الذي يُعد من أعرق الفعاليات الثقافية في أوروبا، شهد مساء السبت 26 يوليو 2025 حادثة لافتة. حيث اقتحم نشطاء مؤيدون لفلسطين عرض أوبرا “ميديا”، رافعين لافتات كتبوا عليها “حرّروا غزة الآن” و”أوقفوا الإبادة الجماعية“، تعبيرًا عن رفضهم لصمت المؤسسات الثقافية تجاه ما يحدث في غزة.
تفاصيل الاقتحام ورد الفعل
دخل النشطاء إلى القاعة خلال العرض، مما أربك الحضور وتسبب في توقف مؤقت للفعالية.
على الفور، تحرّك الأمن المسرحي وأخرج النشطاء بهدوء نسبي، وسط دهشة واسعة من الجمهور.
في الوقت نفسه، ردد المحتجون شعارات تطالب بوقف العدوان الإسرائيلي، وتسليط الضوء على المعاناة الإنسانية في القطاع.
وسائل إعلام نمساوية أكدت توقيف ستة نشطاء على الأقل. ورغم انتشار الحدث على منصات التواصل، لم تصدر إدارة مهرجان سالزبورغ أي بيان توضيحي حتى الآن، وهو ما اعتبره البعض استمرارًا لحالة التجاهل الثقافي.
تصاعد الحراك الأوروبي
الاقتحام جاء في سياق موجة احتجاجات أوروبية متنامية.
طلاب، فنانون، ومؤسسات مجتمع مدني ينظمون فعاليات شبه يومية دعمًا لفلسطين، مع دعوات متكررة لمقاطعة الأنشطة الثقافية والفنية التي لا تتفاعل مع الجرائم الإنسانية.
علاوة على ذلك، يرى المتظاهرون أن صمت المؤسسات الفنية يُعد تواطؤًا غير مباشر.
البعد الأخلاقي للفن
مهرجان سالزبورغ لم يكن مجرد مهرجان موسيقي هذا العام، بل أصبح ساحة نقاش مفتوحة حول العلاقة بين الفن والموقف الإنساني.
وهنا تبرز تساؤلات عديدة: هل يجب على الفن أن يكون محايدًا؟ أم أن عليه مسؤولية أخلاقية تجاه قضايا العالم؟
في الختام
ما حدث في مهرجان سالزبورغ يعبّر عن تحول واضح في وعي الشعوب.
لذلك، أصبح من الصعب فصل الفن عن الواقع السياسي.
وبالتالي، تقع على المؤسسات الثقافية مسؤولية إعادة تقييم دورها، ليس فقط في الترفيه، بل في التفاعل مع القضايا التي تمس الإنسانية كلها.
