في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت الحكومة البريطانية اليوم الجمعة أن المفوضية الأوروبية تدعم اتفاقًا جديدًا لإعادة المهاجرين بين المملكة المتحدة وفرنسا، رغم تصاعد الاعتراضات من دول أوروبية جنوبية وعدد من السياسيين الفرنسيين المحافظين.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، إن لندن وباريس تعملان على تطوير برنامج تجريبي بدأ منذ أكتوبر الماضي، مؤكدة أن “مفوضي الاتحاد الأوروبي كانوا داعمين للغاية”.
تفاصيل الاتفاق.. “واحد داخل مقابل واحد خارج”
الاتفاق يقوم على مبدأ:
“واحد داخل مقابل واحد خارج”،
حيث سيتم احتجاز بعض المهاجرين الواصلين لبريطانيا عبر القوارب، وإعادتهم إلى فرنسا، مقابل استقبال بريطانيا لاجئين شرعيين من فرنسا، خصوصًا في إطار لم شمل الأسر.
ورغم الامتناع عن إعلان عدد المهاجرين المعنيين في المرحلة الأولى، أكدت كوبر أن البرنامج يُراعي مصالح الجانبين الأوروبي والبريطاني.
خلافات حادة داخل أوروبا… ومخاوف فرنسية من تحمل عبء إضافي
لكنّ صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أفادت بأن الاتفاق يواجه عقبات قانونية وسياسية كبيرة، أبرزها:
-
مصير المهاجرين المرفوضين من الجانب البريطاني.
-
انقسام أوروبي مستمر حول آلية توزيع المهاجرين.
-
مخاوف من أن تستخدم فرنسا الاتفاق لإعادة مهاجرين إلى دول جنوب أوروبا مثل إيطاليا وإسبانيا بموجب قواعد دبلن.
رئيس منطقة أوت دو فرانس، كزافييه برتراند، وصف الاتفاق بأنه:
“صفقة سيئة لفرنسا وجيدة للإنجليز”،
مضيفًا: “على الإنجليز التوقف عن معاملتنا كمقاولين من الباطن”.
انتقادات سياسية من أقصى اليمين الفرنسي
في فرنسا، واجه الاتفاق رفضًا من سياسيين يمينيين، على رأسهم:
-
ناتاشا بوشار، عمدة كاليه، التي حذّرت من أن الاتفاق “سيزيد من أعداد المهاجرين غير الشرعيين”.
-
قلق عام من أن فرنسا قد تتحول إلى مركز احتجاز دائم لطالبي اللجوء المعادين من المملكة المتحدة.
دعم المفوضية الأوروبية رغم الجدل
ورغم الجدل، أكدت المفوضية الأوروبية أنها تُقيّم تفاصيل البرنامج بعناية، لكنها ترحب بالحلول المتوافقة مع القانون الأوروبي.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر:
“ناقشنا الترتيبات مع المفوضية، ولا نتوقع أي مشكلات قانونية… بذلنا جهودًا لضمان متانة الإجراءات”.
هل يُشكل الاتفاق سابقة خطيرة بعد البريكست؟
يشير مراقبون إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يخاطر سياسيًا بفتح الباب أمام سابقة إعادة المهاجرين من بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وهو أمر رفضته سابقًا جميع الحكومات الفرنسية.
وتخشى دول المتوسط الخمس (إيطاليا، اليونان، مالطا، قبرص، إسبانيا) من أن تتحول فرنسا إلى نقطة عبور إجبارية لمهاجرين تُعيدهم بريطانيا، ما قد يعمّق الأزمة الإنسانية والانقسام السياسي الأوروبي.
