استقبل الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة المصري، اليوم السبت، “بياته ماينل-رايزينجر” وزيرة خارجية النمسا، في زيارة رسمية شهدت عقد جولة مشاورات سياسية موسعة بين وفدي البلدين، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية المصرية النمساوية، إلى جانب التشاور بشأن أبرز التطورات الإقليمية والدولية الراهنة.
وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير عبد العاطي أكد خلال اللقاء حرص مصر على الارتقاء بعلاقات التعاون مع النمسا في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصاد والتجارة والاستثمار، مشيرًا إلى أهمية تفعيل اللجنة المشتركة بين الجانبين وتشجيع الاستثمارات النمساوية في مصر.
وشدد عبد العاطي على ضرورة تعزيز التعاون في مجال تنظيم العمالة، والتبادل الثقافي والعلمي والسياحي، فضلاً عن الطاقة المتجددة ومكافحة الإرهاب والتطرف، ضمن رؤية شاملة لتقوية الشراكة بين البلدين.
تطورات إقليمية… غزة، إيران، سوريا
وفي إطار المشاورات، ناقش الوزيران تطورات الأزمة بين إسرائيل وإيران، حيث شدد وزير الخارجية المصري على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار وخفض التصعيد، مشيدًا بدور مصر في احتواء الأزمة ودفع الحلول الدبلوماسية.
كما استعرض عبد العاطي جهود مصر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى السكان المدنيين، مؤكداً أن تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وحذر الوزير من خطورة الوضع في الضفة الغربية في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتصاعد اعتداءات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين، داعيًا إلى ضرورة التدخل الدولي لوقف هذه الانتهاكات.
وفي سياق إقليمي أوسع، ناقش الجانبان مستجدات الأوضاع في سوريا ولبنان وليبيا والسودان والقرن الأفريقي، حيث شدد الوزير عبد العاطي على أهمية احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، والاعتماد على الحلول السياسية والدبلوماسية لتسوية النزاعات.
مذكرة تفاهم لتعزيز التشاور السياسي
وفي ختام اللقاء، قام الوزيران بتوقيع مذكرة تفاهم لتدشين آلية مشاورات سياسية بين مصر والنمسا، تهدف إلى تطوير العلاقات الثنائية والارتقاء بها نحو آفاق أوسع من التعاون والشراكة، بما يخدم المصالح المشتركة ويدعم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.