قمة باريس: ماكرون والشرع يبحثان التعاون ومصير العقوبات
خلال زيارة تاريخية هي الأولى له إلى أوروبا، التقى الرئيس السوري أحمد الشرع بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في العاصمة باريس، حيث ناقشا سبل تعزيز الاستقرار في سوريا والمنطقة، والتعاون المشترك في ملفات متعددة أبرزها الإرهاب، الأقليات، والعقوبات الاقتصادية.
التعاون مع “قسد” وملاحقة جرائم طائفية
أكد ماكرون في المؤتمر الصحفي المشترك أنه طلب من الشرع التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لمواجهة تنظيم داعش، كما طالبه بملاحقة المتورطين في الجرائم بحق الدروز والعلويين، مشدداً على ضرورة المساواة بين كل السوريين.
إصلاح اقتصادي وعودة اللاجئين
قال ماكرون إن إنعاش الاقتصاد السوري ضروري لتحقيق عودة اللاجئين، مشيرًا إلى أن ذلك لن يتحقق دون إصلاحات اقتصادية شاملة، وأبدى استعداد فرنسا لتسهيل المفاوضات بين سوريا ولبنان.
دعوة لرفع العقوبات الأميركية
حثّ ماكرون الولايات المتحدة على “الإسراع في رفع العقوبات المفروضة على سوريا”، مؤكدًا في الوقت نفسه على ضرورة مواصلة العمليات العسكرية ضد داعش.
تصريحات الشرع: “استقرار سوريا هو استقرار للمنطقة”
من جانبه، شكر الشرع فرنسا وشعبها على استقبال اللاجئين السوريين، واصفاً باريس بأنها “دولة صديقة منذ بداية الثورة”. وأكد أن:
“سوريا رفضت أن تُمحى، وشعبنا منتشر في بقاع الأرض يُعلّم ويتعلم… وسلامة المواطنين السوريين هي أولويتنا القصوى.”
كما دعا إلى رفع العقوبات المفروضة منذ عهد النظام السابق، قائلاً إن مستقبل سوريا سيبنيه السوريون بأنفسهم، وليس من الخارج أو داخل الغرف المغلقة.
مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل
كشف الرئيس السوري أن بلاده تجري “مفاوضات غير مباشرة” مع إسرائيل عبر وسطاء بهدف تهدئة التوتر، في ظل الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة على سوريا. وأكد التزام بلاده باتفاق فصل القوات لعام 1974، مطالبًا إسرائيل بالعودة إلى الخط الأزرق.
زيارة استثنائية رغم العقوبات
زيارة الشرع إلى باريس هي الأولى له إلى أوروبا منذ إطاحة الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي. وقد حصل على إعفاء أممي خاص للسفر، رغم استمرار إدراجه على قوائم العقوبات الدولية بسبب ارتباطه السابق بـ هيئة تحرير الشام.