اتهمت الصين الاثنين الولايات المتحدة بالسعي إلى “الهيمنة باسم المعاملة بالمثل” من خلال الرسوم الجمركية الأمريكية الضخمة الذي أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب فرضها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان “تسعى الولايات المتحدة إلى الهيمنة باسم المعاملة بالمثل، مضحيةً بالمصالح المشروعة لجميع الدول لخدمة مصالحها الأنانية، وغلبت أولوية الولايات المتحدة على القواعد الدولية” معتبرا ذلك “نموذجا للأحادية والحمائية والتنمر الاقتصادي”.
وفي 5 أبريل، طرحت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، سؤالا مهما في ظل زلزال رسوم دونالد ترمب الجمركية التي هزت العالم، حول كيفية صناعة القرار لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب؟، مشيرة إلى أن هذا السؤال هو الأبرز في تلك اللحظات الفارقة، في وقت ترزح فيه الأسواق تحت وطأة الارتباك والخسائر والترقب لما هو آت، بعد إعلان “الأربعاء” للرئيس ترامب، الذي فاق مستويات الحمائية التي شهدها العالم في ثلاثينيات القرن الماضي.
وفي مقال رأي للكاتبة جيليان تيت، تحت عنوان “كيفية الاستفادة من رسوم دونالد ترمب ”، قالت إنه “يمكننا النظر إلى مثل هذه الرسوم الجمركية الأمريكية على أنها “تدمير ذاتي” على نحو غريب ولا يصدق.. فحقيقة الأمر، إن ما يُطلق عليه “يوم الاستقلال” من ترامب لا يمثل سوى “صفعات” لمثل هذا الجنون الاقتصادي.
وأضافت: الرسوم الجمركية لترامب، في الأساس هي محاولة لتحدي هيمنة قوة أخرى (الصين)، لكن تلك السياسات التي تتمحور حول التمويل تمثل جهدًا للدفاع عن الهيمنة الموجودة حاليًا.. (وأستطيع القول إن الهيمنة في القوة التكنوللوجية، لا زالت قيد التنافس والتجربة)، وهذه الأمور المختلفة مهمة للدول الأخرى الساعية إلى إيجاد رد فعل.
وتابعت بالقول إن نفوذ الهيمنة لا ينجح بصورة منهجية، فإذا افترضنا أن هناك من لديه 80 % من حصة السوق، لكن إذا هبطت حصة السوق إلى 70 %، فإن قوة النفوذ والهيمنة سرعان ما تنهار، ما دامت الأطراف الضعيفة تسارع إلى البحث عن بدائل.
وأردفت: هذا يفسر لماذا أخفقت الولايات المتحدة في السيطرة على روسيا عبر العقوبات المالية.
وهذا النمط من الممكن أن يعمل على نطاق أكثر اتساعًا إذا ردت بلدان أخرى على الرسوم العدائية لترامب من خلال تصور وتطوير بدائل للمنظومة المالية التي تستند إلى الدولار، فالمتنمرون “يبدون” أكثر منعة وتحصنًا إلى أن تراهم منهارين فعلًا.