مع تكثيف إسرائيل عملياتها الجديدة على غزة، وتوسيع نطاق توغلها البري ليشمل جنوب القطاع، عكفت حركة حماس على دراسة عرض المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لتمديد وقف إطلاق النار حتى أبريل، بعد انتهاء شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، إضافة إلى اقتراح مصر وقطر وضع جدول زمني لإطلاق سراح باقي الرهائن، إلى جانب تحديد موعد نهائي لانسحاب إسرائيلي كامل.
وشددت «حماس»، في بيان أمس الأول، على أنها «لا تزال في قلب المفاوضات، وتتابع بكل مسؤولية وجدية مع الوسطاء، ولا تزال تتداول مقترح ويتكوف والأفكار المختلفة المطروحة، بما يحقق إنجاز صفقة تبادل تؤمّن الإفراج عن الأسرى، وإنهاء الحرب، وتحقيق الانسحاب».
في هذه الأثناء، كشف مسؤول فلسطيني أن «حماس» تسلمت اقتراحاً من مصر وقطر «لتثبيت وقف النار وتبادل الأسرى وفق جدول زمني يتضمن إدخال المساعدات والانسحاب الإسرائيلي من غزة»، مبينا أنها لم ترد عليه ولا تزال تدرسه.
وقال مصدران أمنيان مصريان إن القاهرة اقترحت وضع جدول زمني لإطلاق سراح باقي الرهائن البالغ عددهم 59، منهم 24 على قيد الحياة، إلى جانب تحديد موعد نهائي لانسحاب إسرائيلي كامل من غزة بضمانات أميركية. وأضاف المصدران أن الولايات المتحدة أبدت موافقتها المبدئية على المقترح، ومن المتوقع أن ترد حماس وإسرائيل في وقت لاحق.
وفي اليوم الـ5 لاستئناف العدوان، ارتفعت حصيلة القتلى إلى 591 فلسطينيا معظمهم من النساء والأطفال، منهم 130 قتلوا خلال الـ48 ساعة الماضية، إضافة إلى إصابة 1042 آخرين.
وبعد تخلي إسرائيل عن الهدنة، التي استمرت شهرين، أمر وزير الدفاع يسرائيل كاتس بتكثيف الضربات الجوية والبرية والبحرية، وطالب سكان غزة «بالتحرك إلى الجنوب، تمهيداً لتنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتهجير الطوعي لهم».
وهدد كاتس بأنه كلما استمرت «حماس» في رفض إطلاق الرهائن اتسعت رقعة الأراضي لمصلحة إسرائيل، وقال: «أمرت بالسيطرة على مزيد من الأراضي في غزة والاحتلال الدائم للمناطق العازلة».
وعلى الفور، قال وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو: «نعارض أي شكل من أشكال الضم، سواء كان ذلك في الضفة الغربية أو غزة»، مؤكدا أن فرنسا لديها «رؤية واضحة جدا تقوم على وجود دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام، مع اعتراف متبادل وضمانات أمنية».
وفي بيان مشترك، دعا وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى العودة لوقف إطلاق النار في غزة، قائلين إن «استئناف الغارات الإسرائيلية يمثل خطوة مأساوية إلى الوراء».
