الخميس - 2025/10/16 3:09:25 صباحًا

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

ارتدادات ميونخ.. هل تقود مفاوضات ترامب وبوتين أوروبا إلى كابوس دبلوماسي؟

محتوي الخبر

شهدت أوروبا أسبوعًا محبطًا تجسّد في تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس خلال مؤتمر ميونخ للأمن، حيث أعرب عن مواقف تتعارض مع المبادئ الأساسيةللاتحاد الأوروبي.

 

هذه التصريحات كشفت عن عداء دفين تكنّه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأوروبا، وفقًا لما أوردته شبكة «الإيكونومست» الأمريكية، نقلا عن بلومبرج، لكن تبين أن تداعيات الموقف تتجاوز مجرد تصريحات صادمة.

 

تهميش أوروبي في محادثات السلام

تم استبعاد القادة الأوروبيين من المحادثات بين البيت الأبيض والكرملين، التي عُقدت رسميًا في الرياض في 18 فبراير، ما أكد على أن أوروبا أصبحت خارج حسابات إدارة ترامب فيما يتعلق بالأزمات الدولية الكبرى، فعدم إشراكها في هذه المفاوضات يعكس نهجًا أمريكيًا جديدًا يتجاهل الدور الأوروبي في حفظ الأمن العالمي، وهو ما كان واضحًا خلال مؤتمر ميونخ للأمن.

ترامب يحمّل أوكرانيا مسؤولية الحرب

وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات حادة لنظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، متهمًا إياه بتوريط واشنطن في حرب لا يمكن الانتصار فيها على غرار استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وخلال تصريحات نقلتها وسائل إعلام أمريكية، أشار ترامب إلى أن روسيا تمتلك “أوراقًا رابحة” تمنحها تفوقًا تفاوضيًا.

وأضاف ترامب، أن موسكو ترغب في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، لكنها في موقع قوة بعد سيطرتها على مساحات واسعة من الأراضي، ما يجعل أوكرانيا في موقف هش بحسب قوله، حيث جاءت هذه التصريحات، في سياق مؤتمر ميونخ للأمن، التي تعكس رؤية ترامب والتي بالتأكيد.. قد تعيد رسم ملامح العلاقة بين واشنطن وكييف.

فيما يواجه الأوروبيون كابوسًا سياسيًا يتمثل في احتمال إعادة ترامب تبني سياسة التخلي عن سياسة عزل موسكو، حيث أشارت وسائل إعلام أمريكية، إلى أن مواقف ترامب تجاه روسيا وزيلينسكي أثارت جدلًا واسعًا حتى داخل الولايات المتحدة، حيث تعالت أصوات في الحزب الجمهوري تحذّر من خطورة هذه العلاقة الغامضة، وخلال مؤتمر ميونخ للأمن، تصاعد القلق من أن يؤدي هذا التوجه إلى تغيير جوهري في ميزان القوى العالمي.

ابتزاز أوروبا والتزام واشنطن بحلف الناتو

تزايدت المخاوف الأوروبية من أن سياسة ترامب قد تؤدي إلى تقليص الالتزام الأمريكي بحلف شمال الأطلسي «الناتو»، فالتحليلات تشير إلى أن ترامب قد يسعى لتقليل الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا الشرقية، بحسب مجلة «ذي إيكونوميست» الأمريكية.

وتبين أن المشكلة ليست فقط في تركيز ترامب على آسيا، بل في أن استجابته لأي تهديد أوروبي ستكون محكومة باعتبارات المصلحة الشخصية، وخلال مؤتمر ميونخ للأمن، برزت تساؤلات جادة حول مدى موثوقية الحماية الأمريكية، حيث يعتمد ردع الناتو على يقين أعضائه بأنهم سيحصلون على الدعم عند الحاجة، وأي شكوك في ذلك قد تترك أوروبا في خطر حقيقي، وفقًا للمجلة الأمريكية ذاتها.

ولا تزال أوروبا عاجزة عن استخدام قوتها بفعالية، وسط تمزق القواعد العالمية للتجارة والدفاع والتكنولوجيا، وفي ظل هذا الوضع، يلوح في الأفق سيناريو خطير، وهو هجوم روسي محتمل لإحدى دول البلطيق، أو تصعيد عمليات التضليل والتخريب لزعزعة استقرار أوروبا الشرقية، بحسب مجلة «ذي إيكونوميست».

انقسامات أوروبية في مواجهة التحديات

اجتمع القادة الأوروبيون في باريس يوم 17 فبراير في محاولة لتوحيد الصفوف، لكن بدلاً من ذلك، برزت الخلافات العميقة بينهم، فرغم مرور 3 سنوات على الحرب الروسية الأوكرانية، لم تتمكن أوروبا من رفع إنفاقها العسكري لمستوى يتناسب مع حجم التحدي. وفي مؤتمر ميونخ للأمن، ظهر بوضوح أن القارة عالقة في رؤى قديمة قائمة على المعاهدات المتعددة الأطراف، ما يحد من قدرتها على التعامل مع واقع استراتيجي جديد يتطلب استجابات أكثر حسمًا.

وبات من الضروري أن تعيد أوروبا تعلم كيفية اكتساب القوة وممارستها بفعالية، والاستعداد لمواجهة الخصوم وحتى الحلفاء، بمن فيهم الولايات المتحدة، التي ستظل قوة مؤثرة بغض النظر عن بقاء ترامب في السلطة أو رحيله، وخلال مؤتمر ميونخ للأمن، أكد الخبراء أن روسيا، رغم ترسانتها النووية الضخمة، تظل اقتصادًا متراجعًا، في المقابل، تملك أوروبا اقتصادًا عملاقًا وموارد بشرية هائلة، لكنها تحتاج إلى استغلال هذه المزايا لتنشيط النمو وتعزيز قدراتها الدفاعية.

فيما لم تعد أوروبا قادرة على تحمل الانقسام الدبلوماسي في قضايا الأمن القومي. تحتاج القارة إلى مبعوث واحد للتفاوض مع أوكرانيا وروسيا وأمريكا، كما يجب أن تعزز عقوباتها على موسكو، حتى إن خففت واشنطن موقفها، وفي مؤتمر ميونخ للأمن، طُرحت فكرة استخدام 210 مليارات يورو من الأموال الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا عسكريًا، في ظل تراجع الدعم المالي الأمريكي، ما قد يمنح كييف فرصة للصمود وإعادة التسلح.

أما إذا كانت أوروبا لا تستطيع الاعتماد على أمريكا، فعليها تطوير قدراتها العسكرية الذاتية، حيث تحتاج القارة إلى تعزيز أساطيلها الجوية، وتوسيع إمكانياتها اللوجستية، وتعزيز قدرات المراقبة، وخلال مؤتمر ميونخ للأمن، أثيرت فكرة إعادة النظر في دور بريطانيا وفرنسا النووي لضمان حماية القارة، مع التأكيد على أن هذا النهج سيكلف أموالًا طائلة، ما يستدعي رفع الإنفاق الدفاعي إلى 4-5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو مستوى لم تشهده أوروبا منذ الحرب الباردة، بحسب المجلة الأمريكية ذاتها.

كما أن تنفيذ خطة إعادة التسلح الأوروبية يتطلب ثورة مالية، حيث يُقدر أن أوروبا بحاجة إلى 300 مليار يورو إضافية سنويًا، وفي مؤتمر ميونخ للأمن، شدد الخبراء على أن تمويل هذا الإنفاق يجب أن يأتي من إصدار المزيد من الديون المشتركة والفردية، إلى جانب إصلاحات اقتصادية عميقة تشمل تحرير الأسواق وتوحيد رأس المال، وقد تضطر أوروبا إلى خفض إنفاقها على الرعاية الاجتماعية، وهو تحدٍ سياسي شائك، خاصة في ظل التفاوتات الاقتصادية بين دول القارة.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com