رئيس مجلس الإدارة

يوسف سلطان الماجد

المدير التنفيذي

سلطان يوسف الماجد

رقم الترخيص/ 156-2017

ما مدى قدرة البشر على تمييز المحتوى المصمم بالذكاء الاصطناعي؟

 

أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على تصميم محتوى احترافي مشابه للمحتوى الذي ينتجه البشر سواء كان ذلك مقاطع فيديو، أو صور أو نصوص مكتوبة. وهذه التطورات تطرح تساؤلات عن مدى قدرة البشر على تحديد ما هو حقيقي وما هو اصطناعي. وللإجابة عن هذه التساؤلات أُجريت مجموعة من الدراسات المختلفة لتحديد قدرة البشر على تمييز المحتوى المصمم بالذكاء الاصطناعي، وأشارت النتائج إلى ضعف القدرة على التمييز عند معظم الأشخاص من مختلف الاختصاصات والفئات العمرية.

شهدت السنوات الأخيرة تقدمًا ملحوظًا في أدوات الذكاء الاصطناعي التي تستطيع إنشاء صور ونصوص وحتى أصوات تبدو كأنها حقيقية، مثل: روبوت ChatGPT، وأداة DALL-E لإنتاج الصور. وجعلت هذه الأدوات الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، وأصبح تمييز المحتوى الذي تولده عن المحتوى البشري صعبًا، وهذا الأمر أكدته مجموعة من الدراسات.

ففي دراسة أجريت في عام 2023، طُلب من المشاركين التمييز بين صور الوجوه البشرية الحقيقية والوجوه المصممة بالذكاء الاصطناعي. وأظهرت أن أغلب الأشخاص قدموا إجابات غير صحيحة، فقد اعتبروا الوجوه الاصطناعية أكثر بشرية من الحقيقية، وهي ظاهرة تعرف باسم (الواقعية الفائقة) hyperrealism.

فقد وجدت الدراسة أن الوجوه المولدة بالذكاء الاصطناعي غالبًا ما يُنظر إليها على أنها مألوفة ومتناسبة وجذابة أكثر من الوجوه البشرية، وهذه العوامل أثرت في القدرة على التمييز.

وفي دراسة ذات صلة شارك فيها 100 شخص من مختلف الفئات العمرية، أشارت النتائج إلى أن المشاركين الصغار كانوا أفضل في تحديد الصور المصممة بالذكاء الاصطناعي مقارنة بكبار السن الذين واجهوا صعوبة في التمييز.

وفي دراسة أجريت مع مجموعة من المعلمين لاختبار قدرتهم على تمييز المقالات المولدة بالذكاء الاصطناعي، تمكن المعلمون من تعرف المقالات التي كتبها الذكاء الاصطناعي بدقة تراوحت بين 37.8% و 45.1% فقط.

في دراسة أخرى تمكن المشاركون من تعرف النصوص المولدة باستخدام نموذجي GPT-2 و GPT-3 بدقة تراوحت بين 50% و58% فقط.