الحرب مع لبنان تقترب.. وتوقيتها لم يتقرَّر بعد
يتجه الوضع في جبهة جنوب لبنان نحو تصعيد خطير في مقبل الأيام، لاسيما مع اصرار كيان الاحتلال على اعادة سكان مستوطنات الشمال إلى منازلهم وتحقيق الأمن فيها، إن باتفاق أو بالقوة العسكرية. ويبدو أن المساعي والجهود الدولية لتحييد لبنان قد فشلت في ضوء انسداد الأفق أمام الحل الدبلوماسي، وارتفاع سقف شروط تل أبيب حول أي تسوية للحدود. وبحسب مراقبين فقد بات واضحاً أن الملفات في الداخل اللبناني باتت معلقة بمصير الحرب على جبهة الجنوب، فالاحتلال يصعد عملياته ضد القرى الحدودية وتحول الجنوب إلى جبهة مستقلة بعد أن كان بحسب زعم حزب الله جبهة اسناد لغزة. وفي هذا السياق، نقلت صحيفة معاريف العبرية عن رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتانياهو تأكيده إصدار تعليمات للجيش وجميع قوات الأمن بالاستعداد لتغيير الوضع عند الحدود اللبنانية، دون ذكر تفاصيل أخرى. وأضاف نتانياهو «ملزمون بإعادة جميع سكان الشمال إلى منازلهم بأمان».
واعتبر نتانياهو أن حزب الله هو «الذراع القوي لإيران ولا يوجد احتمال لاستمرار الوضع هكذا في الشمال».
ويأتي تصريح نتانياهو بعد إعلان جيش الاحتلال أنه يستعد للتحرك هجومياً في الداخل اللبناني إذا استدعت الحاجة. وفي السياق، نقلت القناة الـ12 عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله ان الأوضاع تقترب من نقطة الانفجار. وأضاف: «الحملة العسكرية في لبنان تقترب رغم أن توقيتها لم يحدد بعد».
وقال: «أمامنا خياران إما التوصل لاتفاق بغزة أو انهيار المفاوضات وحرب ضد حزب الله».
وادعى المسؤول الأمني بكيان الاحتلال أنه في الإمكانية الأولى، التوصل لاتفاق ينهي الحرب على غزة، بإمكان تل ابيب أن تختار التوقيت المفضل عليها من أجل شن هجوم ضد أهداف حزب الله في المستقبل، بعد أن يستكمل جيشها استعداداته وخططه العسكرية لشن حرب واسعة على لبنان. وتابع بما يتعلق بالإمكانية الثانية سيستمر القتال بشكله الحالي «الأمر الذي من شأنه أن يفرض على تل ابيب دخولا أسرع لعمل عسكري، في ظروف مريحة أقل بالنسبة لها».
وأشار إلى أن جيش الاحتلال في المراحل الأخيرة من استعداداته «لمعركة محتملة»، تشمل استعدادات برية واسعة إلى جانب كافة أنواع الهجوم الممكنة.
وفي اطار متصل، قال عضو الكنيست نيسيم فاتوري في مقابلة إذاعية، الأحد، إن النية هي التوجه إلى الحرب في الشمال بعد إعادة المختطفين من غزة. وأضاف «نحن نعرف تماما أين يجلس حسن نصر الله، هذا هو التوجه في الأيام المقبلة، ربما نقضي عليه إذا لم يكن هناك خيار».
وكان حزب الله رد، أمس، على الاستهداف الذي طاول عناصر الإطفاء التابعة للدفاع المدني في بلدة فرون، بقصف مستوطنة كريات شمونة بصلية من صواريخ «فلق». كما استهدف التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا.
وأكدت إذاعة جيش الاحتلال أن حزب الله استهدف شمال الأراضي المحتلة الليلة بـ3 دفعات صاروخية تسببت بإصابة مبنى في كريات شمونة. وأشارت إلى أن الحزب أطلق في الساعات الـ24 الماضية نحو 100 صاروخ في اتجاه شمالي الاراضي الفلسطينية المحتلة.
ومن خلال بيانات متتالية، أعلن حزب الله عن «تنفيذ 10 عمليات نوعية منذ صباح السبت».