الوالي: عليك بالصبر… فمن يخالف القانون ينَل العقاب
المجنون: أيها الوالي أنا لا أبكي على نفسي… إنما عليك
صة اليوم فيها عبر عن كيفية إدارة بعض القادة لدولهم، أكانوا من الرحماء مع شعوبهم، أو ممن لا يعيرون أهمية لما يحصل في دولهم.
فمن القصص المعبرة، يحكى أن مجنوناً دخل يوماً إلى دار الحكومة، وجلس على كرسي الوالي، وأخذ يقلده في أفعاله، فلما رآه الحرس والحجاب ضحكوا للوهلة الأولى عليه، ثم أدركوا أن الوالي لو دخل عليهم ووجد المجنون جالساً على كرسيه فسوف يبدل ضحكهم بكاءً، فهرعوا إلى المجنون بعد أن نصحوه بأن ينزل من كرسي الوالي، فامتنع، فأخذوا يضربونه حتى أنزلوه.
حينها ذهب المجنون إلى زاوية في القصر وأخذ يبكي، وفي هذه الأثناء دخل الوالي، فرأى أن وضع القصر غير طبيعي، فسأل رئيس الحرس ما الذي حدث؟
قال الأخير: “سيدي إن مجنونا جلس على كرسي الوالي، فلما وعظناه بالترجُّل امتنع، فاضطررنا إلى ضربه، وهو الآن موجود في إحدى زوايا القصر”.
ذهب الوالي إلى المجنون فوجده يبكي، فقال له: “عليك بالصبر، فمن يخالف القانون عليه أن يوطن نفسه لمثل ذلك”.
ردّ المجنون: “أيها الوالي أنا لا أبكي على نفسي”.
تعجّب الوالي لذلك، وقال: “فما سبب بكائك”؟
فقال: “لقد جلست على كرسيك بضع دقائق، فنزل بي من العذاب والضرب ما تراه، فكيف بك وقد جلست عليه لسنوات، فإنه لا يعلم ما ينزل بك من العذاب يوم القيامة إلا الله”.
الخلاصة من ذلك، على الجميع الانتباه إلى المسؤولية التي يحملونها، فالحاكم مسؤول وسيسأله الله عن أعماله، وكل من تولى منصباً سيسأله الله عما صنع به، أكان خيراً أو شراً، والويل لمن استغل منصبه لظلم الناس، فالمنصب لا يدوم، وما تصنعه في غيرك ستجده أمامك، والجزاء من جنس العمل.
نكشات
الآن كمواطن أشعر بأن بلادي فيها حاكم عيونه في كل مكان، وشعاره كل مواطن خفير، ولقد أوقف الكثير من العبث،