يقبل كثير من الناس على دورات التنمية البشرية، وهي دورات توعوية في تجديد الحياة وإعادة الثقة بالنفس، والنظرة الإيجابية للمستقبل التي يشكل فيها الشخص الحياة بالصورة التي يتمناها، وفيها تخفيف لما يصيب الفرد من بعض المخاوف أو الوحدة أو الهموم النفسية، ومن جانب آخر ما فيها من توجيهات نفسية تجعل من يعاني من أمراض جسدية أن يتكيف مع ما أصابه، ويتأقلم مع حياته مهما كان فيها من أزمات، فهي جلسات لجلب السعادة والراحة النفسية، ولا يعني ذلك أنها تزيل المرض الجسدي، ولكنها تخفف من انشغاله الذهني بهذا الجانب الجسدي.
ونعود إلى السؤال، هل المريض جسدياً يكتفي بالراحة النفسية، ويصد عن الأطباء ويترك الأدوية؟
للأسف يتخرّج الفرد من دورات التنمية البشرية، ولا يستوعب ما درس، ويطرح أفكاراً جديدة تزيد من المرض ظناً منه أنها الأذكى والأفضل. وبالتالي يحوّل التنمية البشرية إلى دورات تدمر البشرية، فإنه يجعل الراحة النفسية علاجاً للأمراض الجسدية – المزمنة والطارئة – التي تحتاج أدوية وعمليات جراحية وتوجيهات طبية، مثل: أمراض القلب والدماغ والسرطان والربو… والأمراض الطارئة كالإنفلونزا والجروح والكسور.
ويقنع الناس بأن علاج كل الأمراض، هو الصفاء الذهني والتفاؤل، وتكون قاعدته: أن المشاكل والأمراض الجسدية بكل أشكالها علاجها الوحيد هو تجديد فكرك والبعد عن الأفكار السلبية! كمريض السكري لا يحتاج الدواء، ويكفي أن يقول لنفسه أنا أحب نفسي وأقدّرها، ويظل على فكرة «تمتع بحياتك»، ولا حاجة لحبوب أو إبر أو استشارة طبية، وكذلك من…..