شددت المجموعة العربية بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أمس الثلاثاء على ضرورة احترام إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال للوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
جاء ذلك في كلمة للمجموعة العربية ألقاها نيابة عنها مندوب دولة الكويت الدائم لدى (يونسكو) السفير الدكتور ادم الملا أمام الدورة ال216 للمجلس التنفيذي للمنظمة بصفته نائبا لرئيس المجلس التنفيذي عن المجموعة.
وأعرب السفير الملا عن إدانة المجموعة العربية لاستمرار اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك (الحرم القدسي الشريف) والكنائس في مدينة القدس مؤكدا حق المسلمين والمسيحيين في الوصول الآمن وغير المقيد لأماكن عباداتهم لأداء شعائرهم الدينية بحرية خاصة.
ودعا (يونسكو) إلى الاضطلاع بمهامها والعمل على تنفيذ القرارات المتعلقة بفلسطين المحتلة وذلك من خلال رصد الانتهاكات الإسرائيلية الخطرة “واتخاذ موقف واضح وحازمٍ منها” مع ضرورة الإسراع في تعيين ممثل دائم للمديرة العامة لليونسكو في البلدة القديمة للقدس وإنفاذ بعثة الرصد التفاعلي لتوثيق جميع الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال.
وثمن الملا في الكلمة بالجهود التي يبذلها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في الدفاع عن القدس الشريف وخاصة في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية والأملاك الوقفية في القدس الشريف ومقدراتها الاسلامية والمسيحية مشيدا بالدور التاريخي للوصاية الهاشمية ودورها في أعمال الترميم والصيانة في مدينة القدس الشريف.
كما أشاد الملا بالجهود الدؤوبة للعاهل المغربي الملك محمد السادس وهو رئيس لجنة القدس للدفاع على المدينة المقدسة والحفاظ على هويتها ومكانتها الخاصة باعتبارها “رمزا للتراث الإنساني المشترك والتعايش السلمي بين الديانات”.
وأشار إلى الإسهامات القيمة لوكالة بيت مال القدس الشريف التي تسهر على تمويل وتنفيذ العديد من المشاريع التنموية والبرامج الاجتماعية لمصلحة المقدسيين.
وقال الملا “يتزامن اجتماعنا اليوم مع الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة التي أسفرت عن تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من بينهم آلاف الطلاب وتدمير لعشرات مواقع التراث الفلسطيني.. تجدد المجموعة العربية تأكيدها على أن فلسطين قضية عربية مركزية”.
ومن هذا المنطلق أعرب السفير الملا عن دهشة المجموعة العربية لدى اليونسكو من غياب صوت المنظمة عن معاناة ومأساة الشعب الفلسطيني والظلم التاريخي الذي حل به وتحديدا في مجالات اختصاص المنظمة وخاصة ما شوهد أخيرا من زيادة في التحريض ومحاولات لتغيير المنهاج الفلسطيني وموضوع سلامة الصحفيين مشيرا الى أن ذلك يترتب عليه تكريس لنظام الفصل العنصري في فلسطين والأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري المحتل.
وبالنظر للأوضاع الحالية في السودان دعا باسم المجموعة العربية إلى تكثيف جهود المنظمة في توفير الدعم العاجل في مجالات اختصاصها بالإضافة إلى وضع خطة لضمان عودة واستمرارية التعليم والحفاظ على المقدرات الثقافية والتراثية في المرحلة القادمة.
وفي الإطار الخاص بتعليم الثقافة والفنون أوضح السفير الملا ان المجموعة العربية تتطلع إلى النتائج النهائية لعملية مراجعة الإطار التي قامت الإمارات بدعمها ماليا مؤكدا ان اعتماد الإطار المنقح واعتماده في مؤتمر تعليم الثقافة والفنون سيساهم في دعم الدول للوصول إلى تعليم عالي الجودة للثقافة والفنون للجميع والذي سيشكل بدوره الأساس اللازم لبناء اقتصاد ابداعي قوي ومستدام.
وفيما يخص استراتيجية إدارة الموارد البشرية اكدت المجموعة العربية أهمية تنفيذها بشكل فاعل مع التركيز على المساواة بين الجنسين وعلى التمثيل الجغرافي في جميع مستويات التوظيف بالإضافة الى إعطاء الأولوية للدول التي ليس لها تمثيل أو الأقل تمثيلا بالمنظمة.
ودعا الملا في كلمته الى تفعيل دور (يونسكو) في المنطقة العربية وذلك في إطار عملية مراجعة استراتيجيتها الخاصة باستدامة شبكتها الميدانية.
