الصين تخفف تدريجياً «قيود كورونا»

A health worker in protective suit stands by his bicycle while on a tour to administer nucleic acid tests as coronavirus disease (COVID-19) outbreaks continue in Beijing, December 4, 2022. REUTERS/Thomas Peter

( أ ف ب) – خفّفت عدّة مدن صينية القواعد الصارمة لمكافحة كوفيد الجمعة، في ظلّ احتجاجات غير مسبوقة شهدتها البلاد في الأيام الأخيرة للمطالبة بإنهاء القيود وبمزيد من الحريات.
اتسع الغضب والإحباط بين الصينيين من موقف الحكومة المتشدّد بشأن مكافحة الوباء إلى الشوارع في نهاية الأسبوع الماضي، في تحرّكات على نطاق لم تشهده البلاد منذ عقود.
في أعقاب ذلك، بدأت عدّة مدن في تخفيف القيود الصحية، عبر التخلّي عن الفحوصات اليومية الجماعية التي صارت أساسية في ظلّ سياسة “صفر كوفيد”.
غير أنّ هذا الأمر لم يمنع المشاجرات المتفرّقة. فقد نُشرت صور مساء الخميس على الإنترنت وحدّدت وكالة فرانس برس موقعها الجغرافي، تُظهر عشرات الأشخاص يواجهون موظفين يرتدون بدلات واقية أمام مدرسة إعدادية في ييتشنغ في مقاطعة هوبي (وسط).
وقال الشخص الذي نشر الفيديو إنّ هؤلاء هم آباء أُثبتت إصابة أطفالهم وتم نقلهم إلى مرافق الحجر الصحّي.
في الصور، يمكن مشاهدة أشخاص يتضاربون وآباء راكعون، يتوسّلون تمكينهم من إعادة أطفالهم إلى المنزل.
نظرياً، يجب وضع أيّ شخص تظهر نتيجة اختباره إيجابية في الصين في مركز للحجر الصحي. لكن يبدو أن تغييراً جذرياً يجري حالياً في هذا المجال.
ففي تحليل نشرته صحيفة الشعب اليومية التابعة للحزب الشيوعي الحاكم، أعرب عدد من الخبراء عن دعمهم للإجراءات المتخذة من بعض السلطات المحلية للسماح للحالات الإيجابية بإتمام الحجر الصحي في المنزل.
وأعلن مسؤولون في بعض الأحياء الواقعة في مقاطعة شاويانغ في بكين أنّ هذا الإجراء سيجري تطبيقه من الآن في منطقتهم.
كذلك، أعلنت مدينة دونغوان الصناعية (جنوب) الخميس أنه ينبغي السماح للأشخاص الذين يستوفون “شروطاً محددة” بإتمام الحجر الصحّي في منازلهم، من دون تحديد ماهية هذه الشروط.
كذلك، طبّقت مدينة شينزن التكنولوجية الكبرى الواقعة أيضاً في الجنوب، سياسة مماثلة الأربعاء.
على المستوى الوطني، أشار مسؤولون حكوميون إلى أنه يمكن النظر في تخفيف أوسع للسياسة.
من جهتها، أقرّت نائبة رئيس الوزراء سون شونلان، في حديث أمام لجنة الصحة الوطنية الأربعاء، بالخطر المنخفض للمتحورة أوميكرون وتحسين معدّل التطعيم، وفقاً لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا). وقالت إنّ هذا هو السبب في أنّ نهج الصين تجاه الفيروس “يواجه ظروفاً جديدة”.
ولم تذكر سون سياسة “صفر كوفيد”، ما أحيا الآمال في أنّ هذه الاستراتيجية التي أربكت حياة الشعب الصيني واقتصاد البلاد طيلة ثلاث سنوات، من شأنها أن تُخفَّف قريباً.
واعتباراً من الاثنين، سيتمكّن سكّان بكين مرة أخرى من ركوب الحافلة ومترو الأنفاق من دون الحاجة إلى تقديم نتيجة اختبار سلبية تعود إلى أقل من 48 ساعة، حسبما أعلنت بلدية المدينة الجمعة. غير أنّه سيُطلب من هؤلاء تصريحاً صحياً يؤكد أنّهم لم يزوروا منطقة “عالية الخطورة”.
ويتمّ تطبيق الإجراء ذاته منذ الجمعة في مدينة تشنغدو (جنوب غرب).