مقبرة بوتشا..كييف تدين وروسيا تنفي

نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول أوكراني قوله إنه تم العثور على 57 جثة بمقبرة جماعية في بلدة بوتشا قرب كييف، وسط انتقادات غربية لما وصِف “بالجرائم الروسية” في حين نفت موسكو مسؤوليتها عن تلك الأحداث.

وكانت وزارة الدفاع الأوكرانية قد نشرت صورا قالت إنها في بلدة بوتشا، تُظهر جثثا متناثرة في الشوارع واتهمت القوات الروسية التي كانت تسيطر على بوتشا بتنفيذ إعدامات وارتكاب مذبحة في صفوف السكان.

وشبهت الوزارة الوضع في بوتشا بما جرى في “سربرنيتسا” البوسنية التي قتل فيها الآلاف خلال الحرب منتصف التسعينيات.

وفي ردود الفعل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن العالم شهد ما وصفها بجرائم الحرب العديدة في أوقات مختلفة وأماكن مختلفة، وأوضح أنه حان الوقت لفعل كل شيء حتى تصبح جرائم الحرب الروسية المرتكبة في أوكرانيا هي “آخر مظهر من مظاهر هذا الشر على وجه الأرض”.

وأضاف أن مجلس الأمن الدولي سينظر الثلاثاء فيما وصفها بجرائم الحرب المرتكبة في بوتشا وبلدات أخرى، وأشار إلى أن مئات المدنيين قتلوا في بوتشا وبلدات أوكرانية أخرى، وأن هناك حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا لكنه اعتبرها غير كافية.

بدوره، اتهم محافظ كييف فيتالي كليتشكو القوات الروسية بتنفيذ إبادة جماعية ضد الأوكرانيين. وقال المحافظ أثناء تفقد آثار الدمار في بلدة بوتشا، إن القوات الروسية أعدمت مدنيين وهم مقيدو الأيدي في البلدة.

في المقابل، نفت وزارة الدفاع الروسية تعرض المدنيين في مدينة بوتشا لأي اعتداء عندما كانت المدينة تحت سيطرة القوات الروسية. ووصفت وزارة الدفاع الروسية كل الصور والتسجيلات المصورة التي نشرتها أوكرانيا عن مزاعم جرائم اقترفتها القوات الروسية بحق المدنيين في بوتشا، بأنها “فبركة وعمل استفزازي، واستعراض جديد من قبل السلطات الأوكرانية”.

وأوضحت الدفاع الروسية أن المناطق الجنوبية في بوتشا تعرّضت في وقت سابق لإطلاق نار كثيف من قبل القوات الأوكرانية باستخدام المدفعية الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن كل القوات الروسية خرجت بشكل كامل من مدينة بوتشا في 30 مارس الماضي.

وحملت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من أسمتهم “المتطرفين الأوكرانيين” مسؤولية الجريمة التي وقعت بحق المدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية.

وكتبت زاخاروفا عبر قناتها على تطبيق “تلغرام” أن “الهدف من الجرائم التي ينفذها المتطرفون الأوكرانيون في مدينة بوتشا الأوكرانية هو عرقلة محادثات السلام وتصعيد العنف”. وقالت إن موسكو طلبت عقد جلسة بمجلس الأمن الدولي بشأن “الاستفزاز الذي يمارسه العسكريون والمتطرفون الأوكرانيون في مدينة بوتشا”.

وقد وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الصور القادمة من بلدة بوتشا الأوكرانية بالمؤلمة، وقال في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” (CNN)، إن بلاده توثق ما وصفها بجرائم الحرب الروسية في أوكرانيا، لتقديمها إلى المؤسسات الدولية المختصة.

كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن صدمته الشديدة من صور المدنيين القتلى في بوتشا، مشيرا إلى ضرورة أن يؤدي تحقيق مستقل إلى مساءلة فعالة.

في حين قال مكتب حقوق الإنسان في المنظمة الدولية إن الجثث في مدينة بوتشا الأوكرانية تثير تساؤلات جدية عن جرائم حرب محتملة.

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن بلاده في مقدمة الدول الداعمة لتحقيق محكمة الجنايات الدولية بشأن الفظائع المرتكبة في أوكرانيا.

وفي فرنسا، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى محاسبة السلطات الروسية على جرائمها في مدينة بوتشا وقتل المدنيين في الشوارع، بينما طالب المستشار الألماني أولاف شولتز بالسماح للمنظمات الدولية بالوصول إلى بوتشا، لتوثيق فظائع الروس ضد المدنيين.

أما رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال فقال إن الاتحاد الأوروبي سيساعد المنظمات الحقوقية وأوكرانيا في جمع الأدلة اللازمة لتقديمها للمحاكم الدولية، وأضاف أن الاتحاد سيقدم مزيدا من الدعم لأوكرانيا، وسيفرض مزيدا من العقوبات على روسيا.