إيطاليا: لن تترك الشعب الأفغاني.. وحيدًا

أكد وزير الخارجية الايطالي لويجي دي مايو أمس السبت أنه لا نية لبلاده للتدخل عسكريا في أفغانستان لكنه شدد في الوقت نفسه على أن روما لن تترك الشعب الأفغاني “وحيدا” في ضوء تدهور الوضع الأمني تزامنا مع تسارع زحف مسلحي حركة (طالبان) نحو العاصمة كابول.
وقال دي مايو في بيان “لن يكون هناك التزام عسكري جديد في أفغانستان” لكنه أضاف “لا يمكننا التفكير في التخلي عن الشعب الأفغاني بعد 20 عاما من الوجود الدولي والتعاون مع السلطات الأفغانية الذي أعاد الحماية والحقوق للأفغان بدءا من النساء والأطفال”.
وأوضح “سيتعين علينا الآن العمل بكل قوتنا كي تقدم حركة طالبان الضمانات اللازمة لاحترام الحقوق المكتسبة.. على المجتمع الدولي التفكير في مستقبل أفغانستان أيضا من منظور إقليمي بالاعتماد على مشاركة أكبر لدول المنطقة التي يمكن أن تؤثر على استعادة الاستقرار والسلام”.
وبينما أكد على ضوء هذه التطورات أن “الغرب ارتكب أخطاء يحق الاعتراف بها” قال دي مايو “الآن يتعين على أوروبا أن تلعب دورا رائدا وأن تعمل كمحاور موثوق به على المسرح الجيوسياسي”.
وأضاف “بغض النظر عما ارتكب في الماضي من أخطاء علينا الآن التفكير في المستقبل والعودة إلى مرحلة جديدة من الاستقرار دون استخدام الأسلحة التي فشلت فلم تولد إلا الموت والمعاناة” مؤكدا الحاجة إلى “سياسة خارجية ودفاعية أوروبية مشتركة”.
وبشأن قيام دول غربية باجلاء بعثاتها قال وزير الخارجية الإيطالي “اننا نراقب الوضع على مدار الساعة بتعاون وثيق مع سفارتنا في كابول ووزارتي الدفاع والداخلية ومع استخباراتنا نظرا لأن الأولوية هي تأمين مواطنينا”.
وأضاف “مستعدون للاجلاء لكننا لن نترك الشعب الأفغاني وحيدا ومن المؤلم أن نرى ما يحدث والأكثر إيلاما هو التفكير في جميع الضحايا الذين تسببت بهم هذه الحرب” منوها بالمساهمة التي “قدمها جنودنا في هذه السنوات العشرين لدعم المجتمع الأفغاني”.
وأوضح أنه “جار الاستعداد لأي احتمال بما في ذلك الاجلاء لضمان سلامة موظفي سفارتنا ومواطنينا إذا لزم الأمر بمساعدة عسكرية لاعادة الجميع بأمان إلى إيطاليا بسرعة” مشيرا الى أنه في حال الإجلاء “ستبقى السفارة تعمل من روما مع اعادة توجيه اموال دعم قوات الأمن الأفغانية لتوفير حماية المتعاونين”.
وأتمت ايطاليا عبر جسر جوي بدأ في 15 مايو الماضي سحب حوالي 800 من جنود لواء المظلات (الصاعقة) ووحدات الدعم الجوي والمواد والمعدات العسكرية لإخلاء قاعدة (كامب أرينا) في منطقة هيرات قبل الموعد المحدد في 4 يوليو.
وتكبدت ايطاليا التي شاركت بنحو 50 ألف جندي على مدى 20 عاما ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (ناتو) العسكرية مصرع 53 جنديا وأحد عناصر الاستخبارات بجانب نفقات بنحو 8 مليارات دولار.