مؤشرات على انتعاش وشيك لتوزيعات أرباح الشركات العالمية بعد الربع الأول

مثل كل ربع عام، يحلل «يانوس هندرسون» مدير الأصول، توزيعات الأرباح التي تدفعها أكبر 1200 شركة في العالم “من خلال القيمة السوقية”، مؤكدا، أنه على الرغم من استمرار الانتكاسة الناجمة عن كوفيد – 19، إلا أن هناك علامات واضحة على انتعاش وشيك في توزيعات الأرباح العالمية بعد الربع الأول من 2021.
“مؤشر يانوس هندرسون العالمي لتوزيع الأرباح” هو دراسة طويلة الأجل تهدف إلى تحديد اتجاهات توزيع الأرباح العالمية وتطور توزيعات الأرباح التي تدفعها الشركات حول العالم لمستثمريها. يحلل المؤشر توزيعات الأرباح المدفوعة ربع سنويا من قبل أكبر 1200 شركة من حيث القيمة السوقية. كما يقوم بحسابات جانبية لتوزيعات أرباح الشركات الأخرى خارج مجموعة الكبار.
وفقا لأحدث تقرير لـ”يانوس هندرسون”، فإنه عند المقارنة بمستويات الربع الأول من 2020 قبل الوباء، انخفضت مدفوعات الربع الأول للعام الحالي بنسبة 2.9 في المائة فقط على أساس سنوي لتصل إلى 275.8 مليار دولار، أو بانخفاض قدره 1.7 في المائة من حيث الأساس.
وقالت المؤسسة “عند الأخذ في الحسبان الوباء الحالي، فإن مثل هذا الانخفاض الصغير هو نتيجة جيدة بشكل ملحوظ، إذ كان هذا الانخفاض أيضا أقل بكثير مما كان عليه في الأرباع الثلاثة السابقة، عندما تم تسجيل انخفاضات برقم من مرتبتين”.
للمقارنة، انخفضت أرباح الأسهم العالمية بمقدار 55 مليار دولار لتصل إلى 329.8 مليار دولار في الربع الثالث من 2020، بانخفاض بنسبة 11.4 في المائة على أساس سنوي، وانخفاض أساسي بنسبة 14.3 في المائة.
ويظهر تأثير كوفيد – 19 واضحا في حجم توزيع أرباح أسهم الشركات عند النظر إلى ذلك على أساس عام بعام: في 2017 بلغ حجم توزيع الأرباح 1255.1 مليار دولار، مرتفعا بنسبة 8.1 في المائة عن العام السابق. ثم واصل مستوى توزيع الأرباح ارتفاعه بشكل مستدام لغاية عام وباء كورونا. وفي 2018، ارتفع توزيع الأرباح إلى 1378.2 مليار دولار بزيادة 9.8 في المائة. ثم إلى 1429.1 مليار دولار في 2019، بزيادة 3.7 في المائة عن العام السابق. لكن في 2020، هبط توزيع الأرباح إلى مستوى عام 2017، أو إلى 1255.8 مليار دولار، ما يعادل انخفاضا قدره ناقص 12.1 في المائة.

استنتاجات تدعو إلى التفاؤل

من الاستنتاجات الرئيسة التي تبعث على التفاؤل للإصدار الحالي “24 صفحة” من مؤشر توزيع الأرباح العالمي – النسخة الـ30 – لـ”يانوس هندرسون” حول تطور الأرباح: “قامت شركة واحدة فقط من كل خمس شركات “18 في المائة” بتخفيض أرباحها في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وهو رقم أقل بكثير من 34 في المائة من الشركات التي فعلت ذلك في الربع الأول من العام الماضي الذي اتسم ببدايات ظهور وباء كوفيد – 19.
وأدى الارتفاع الحاد في أسعار السلع الأساسية إلى زيادة أرباح التعدين وبدأ عدد من المصارف في دفعها مرة أخرى، وهو ما يبشر بالخير للأشهر المقبلة”، حسب تعبير هذه المؤسسة. غير أنها قالت “إن تقديرات أرباح الأسهم للمستهلكين وقطاعات الطاقة لا تزال هشة”.
ورفعت مؤسسة يانوس هندرسون توقعاتها حول مجمل الأرباح التي سيتم توزيعها لعام 2021 إلى 1.360 تريليون دولار – الرقم بين مجموع أرباح عامي 2017 و2018 -، بزيادة إجمالية قدرها 8.4 في المائة وانتعاش أساسي بنسبة 7.3 في المائة.

المناطق والدول

في الولايات المتحدة، كان الانخفاض الأساسي -0.4 في المائة في الربع الأول. وقامت واحدة من كل عشر شركات بتخفيض أرباحها، بما في ذلك مصرف، ويلس فارجو، المصرف الأمريكي الكبير الوحيد الذي خفض أرباحه، وبالتالي وضع أكبر ضغط على الأرباح.
وشكلت “ويلز فارجو”، “بوينج”، “والت ديزني”، “أوكسيدنتال بتروليوم”، و”ماريوت نصف” القيمة الإجمالية للتخفيضات التي تمت في الولايات المتحدة خلال الربع الأول. في المقابل، جاءت ثمان من أكبر 20 زيادة في قيمة توزيع الأرباح من صناعة الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، وسجل كثير منها معدلات نمو من رقمين. كان متوسط الزيادة “أو النموذجية” في أرباح الشركات الأمريكية 4 في المائة في الربع الأول، وهو نمو أبطأ مما كان عليه قبل انتشار الوباء.
وفي أوروبا -باستثناء بريطانيا – عدت الدراسة الربع الأول بشكل عام فترة هادئة بالنسبة إلى أرباح الأسهم الأوروبية، لكن كانت هناك هذا العام بعض الإشارات التحذيرية المثيرة للاهتمام للربع الثاني.
وبعد عام ضعيف 2020، عانت خلاله أرباح الأسهم الأوروبية انخفاضات قياسية، ظهرت الآن زيادة واضحة وسريعة. عند مقارنة الربع الأول 2021 بالربع الأول 2020 قبل انتشار الوباء، كانت هناك – منطقيا – أرباح أقل. لكن مع ذلك، ارتفعت عن العام الماضي، حيث ارتفع إجمالي الأرباح بنسبة 10.8 في المائة إلى 42.5 مليار دولار. فقط فرنسا “-33.5 في المائة” سجلت أكبر انخفاض في السوق بين الدول المقارنة.
وفي بريطانيا، كانت أرباح الأسهم أقل في الربع الأول مقارنة بالعام الماضي، حيث انخفضت بنسبة 26.7 في المائة على أساس سنوي. كما واصلت تخفيضات توزيعات أرباح الأسهم من قبل شركات النفط تأثيرها في النتائج النهائية، وتمت إعادة تخصيص بعض الأرباح إلى مستويات أدنى بشكل دائم، لكن هنا أيضا نشهد علامات الانتعاش، حسب الدراسة.
أما في الأسواق الناشئة، فكانت أرباح الأسهم أكثر تقلبا مما هي عليه في بقية العالم لأسباب متعددة تتعلق بحساسية اقتصاداتها، وتنوع ضعيف في توزيع الشركات على القطاعات، وثقافة توزيع الأرباح الأقل رسوخا، وعوامل سياسية. كان الربع الأول وقتا هادئا تقليديا لتوزيعات الأرباح، لكن رغم ذلك، ظهرت بعض العلامات المشجعة. وزادت توزيعات الأرباح بنسبة 3.1 في المائة في المتوسط.

القطاعات الاقتصادية

من ناحية القطاعات الاقتصادية، كان قطاع التعدين وشركاته أقوى القطاعات في توزيع الأرباح في الربع الأول، إذ زاد إجمالي أرباحه بنسبة 85 في المائة، وأشار إلى أنه من المتوقع حدوث زيادات أخرى هذا العام.
في المجمل العام، وزعت الشركات الـ1200 في الربع الأول من العام الجاري 2021 ما مجموعه 244.7 مليار دولار من الأرباح تضاف إليها 31 مليار دولار للشركات خارج مجموعة الكبار هذه، ليصبح المجموع 275.8 مليار دولار.
وتوزع المبلغ الإجمالي بالشكل التالي: شركات الأسواق الناشئة 15.5 مليار دولار، بزيادة عن الربع الأول في 2020 قدرها 3.1 مليار دولار. الشركات الأوروبية – باستثناء بريطانيا – 42.5 مليار دولار، بزيادة 10.8 في المائة عن الربع الأول 2020. اليابان 5.1 مليار دولار، بانخفاض قدره 11.5 في المائة عن الربع الأول 2020.
وفي أمريكا الشمالية 139.3 في المائة، بانخفاض قدره 8.1 في المائة عن 2020. آسيا وجزر المحيط الهادئ – باستثناء اليابان – 21.4 مليار دولار، بانخفاض قدره 2.0 في المائة. بريطانيا 20.9 مليار دولار، بزيادة قدرها 8.1 في المائة. كما وزعت الشركات خارج مجموعة الـ1200، 31 مليار دولار.