«المركزي الأوروبي»: منطقة اليورو ستحتاج وقتا طويلا للتعافي من صدمة كورونا

حذر فيليب لين كبير خبراء الاقتصاد في البنك المركزي الأوروبي خلال رسالة عبر الإنترنت أمس من أن اقتصاد منطقة اليورو سيحتاج إلى وقت طويل للتعافي من الصدمة، التي سببتها جائحة فيروس كورونا المستجد.
وبحسب “الألمانية”، أشار الخبير الاقتصادي الإيرلندي الجنسية إلى استمرار “حالة الغموض بشأن تقييم الجائحة”، قائلا إن هذا الغموض يقمع ثقة الشركات.
وأضاف أن هذا الغموض إلى جانب التراجع الفعلي والمتوقع في التوظيف والدخول سيؤدي إلى زيادة الادخار من جانب الأسر في منطقة اليورو، ما سيحد من الإنفاق الاستهلاكي.
وتوقع أن تشدد البنوك معايير الإقراض للشركات مع تراجع أنظمة الإقراض الحكومي، وأشار إلى أن “هذه العوامل تساعد على شرح لماذا نتوقع استغراق الاقتصاد لوقت طويل قبل أن يتعافى تماما من صدمة الجائحة، ولماذا يحتاج الاقتصاد إلى سياسات مالية ونقدية داعمة”.
وعلى الصعيد الأوروبي، أجرى رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس تعديلا وزاريا طفيفا بعد نحو عام على توليه منصبه، بهدف تحسين إدارته للأزمة الصحية وتمويلات خصصها الاتحاد الأوروبي لليونان، وفق ما ذكر المتحدث باسم الحكومة أمس.
ووصف المتحدث ستيليوس بيتساس التعديل الوزاري، الذي شمل 12 شخصا، بأنه “تحسين إداري” في الحكومة.
وأضاف المتحدث في خطاب متلفز أن هذا التعديل يهدف إلى تحسين “إدارة التمويلات الأوروبية الإضافية” و”تقوية” وزارة الصحة من “الناحية التنظيمية”.
وعين رئيس مجلس الوزراء معاونين جددا لوزراء الصحة والضمان الاجتماعي وحماية البيئة، كما رفع اثنين من المسؤولين إلى مرتبة نواب وزراء، بالمجموع، رقي 12 شخصا أو تم ضمهم إلى الحكومة.
وقد استحدث ميتسوتاكيس على وجه الخصوص منصب نائب وزير مكلف الإشراف على التمويلات الأوروبية ووزير دولة مسؤول عن السياحة.
وتشهد اليونان، التي بقيت بمنأى إلى حد ما من الوباء، ارتفاعا جديدا في إصابات فيروس كورونا المستجد، مع معدل يومي قريب من معدل (أبريل)، ويعزو المسؤولون ذلك إلى السهر في النوادي الليلية والتجمعات.
منذ 1 (يوليو)، تم إحصاء أكثر من 340 إصابة جديدة بين 1.3 مليون مسافر دخلوا اليونان، بحسب وكالة الحماية المدنية، وتم تسجيل أكثر من 4700 إصابة و210 حالات وفاة بسبب وباء كوفيد – 19 في اليونان.
ويهدف التعديل الوزاري أيضا إلى تأمين إدارة أفضل للمساعدات الأوروبية، التي ستحصل عليها اليونان في إطار خطة الإنعاش الاقتصادي المرتبطة بتداعيات وباء كوفيد – 19، التي تبلغ قيمتها 750 مليار يورو، أقرها القادة الأوروبيون الشهر الماضي.
وستحصل أثينا على 32 مليار يورو، بحسب البنك المركزي اليوناني، لكن البنك يتوقع ركودا 5.8 في المائة، ويرجع ذلك أساسا إلى تأثير الوباء على السياحة، التي تعد الدخل الحيوي للاقتصاد اليوناني، وتمثل نحو ربع إجمالي الناتج الداخلي لليونان.
كان من المتوقع إجراء تعديل وزاري منذ (يونيو)، عندما تحدث رئيس الحكومة المحافظ، الذي انتخب في 7 (يوليو) 2019، عن “إصلاحات” في حكومته خلال زيارة قام بها لإسرائيل. يتمتع حزب ميتسوتاكيس بنسبة 38 في المائة من التأييد في استطلاعات الرأي، متقدما بأكثر من 14 نقطة على حزب سيريزا اليساري المعارض بزعامة رئيس الوزراء السابق أليكسيس تسيبراس (2015- 2019).
يأتي ذلك في وقت أظهرت فيه بيانات نشرت أمس تراجع البطالة في إسبانيا في (يوليو) الماضي، مقارنة بالشهر السابق له، وذلك على الرغم من التدابير الصارمة، التي يجري اتخاذها لمكافحة تفشي فيروس كورونا.
وقالت وزارة العمل أمس إن عدد العاطلين عن العمل انخفض 2.3 في المائة، بنحو 90 ألف شخص، إلى 3.8 مليون.
وشكلت البيانات مفاجأة للمحللين، حيث إن التوقعات كانت قد أشارت إلى ارتفاع العدد بـ 20 ألفا.
وتشير البيانات إلى أن سوق العمل في إسبانيا مستمرة في التعافي، بعدما كان عدد العاطلين قد ارتفع بـ 302 ألف في (مارس) و283 ألفا في (أبريل)، قبل أن يتم تسجيل 26500 عاطل إضافي في (مايو) و5100 في (يونيو).
ويأتي تأثير أزمة كورونا أكثر وضوحا بمقارنة البيانات بالعام الماضي، فالبطالة في (يوليو) من هذا العام أعلى بـ25 في المائة مما كانت عليه في (يوليو) من 2019. وإسبانيا واحدة من أكثر الدول تضررا من جائحة كورونا، خاصة قطاع السياحة الذي يشكل رافدا أساسيا للاقتصاد الإسباني.