الكويت تودع رجلها الوفي وعلَمها الإعلامي

فجع أهل الكويت أمس الجمعة بوفاة عبدالرحمن العتيقي صاحب التاريخ الحافل والشاهد على مسيرة البلاد بحقباتها وتطوراتها المتعاقبة، وأيضا وفاة عميد الصحفيين الكويتيين فيصل القناعي بعد صراع طويل مع المرض.
ونعى الشعب الكويتي وعدد من المسؤولين ونواب مجلس الأمة الفقيدين، وضجت وسائل التواصل الاجتماعي برسائل ومشاركات النعي والعزاء، حيث استذكر مستخدمو مواقع التواصل مناقب العتيقي والقناعي، سائلين المولة عز وجل أن يتغمد الراحلين بواسع رحمته ومغفرته.
ويعد عبدالرحمن سالم العتيقي المولود في 15 أبريل عام 1928 أحد رجالات دولة الكويت المخلصين الذي خدموا البلاد في العديد من المحافل والمناصب الذي كلف به طوال حياته.
وبدأ العتيقي الذي تلقى تعليمه في المدرسة المباركية وحاز على دورات تعليمية خاصة عمله الحكومي عام 1943 في دائرة تموين الأغذية وعمل في العديد من الجهات الحكومية إذ عين مشرفا على مناطق التنقيب في شركة النفط من عام 1945 وحتى 1949.
والتحق العتيقي في خدمة الشرطة عام 1949 إذ عمل سكرتيرا لأمير دولة الكويت الأسبق المرحوم الشيخ صباح السالم الصباح كما عين في عام 1959 مديرا لدائرة الصحة.
وكان العتيقي أول سفير لدولة الكويت لدى الولايات المتحدة ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة كما شغل منصب وكيل وزارة الخارجية في عام 1963.
وفي الفترة من عام 1967 حتى 1971 عين الفقيد العتيقي وزيرا للمالية والنفط كما شغل منصب وزير المالية أيضا من عام 1975 وحتى عام 1978.
ومثل العتيقي الكويت في تأسيس منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط (اوابك) عام 1981 وسمي مستشارا لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وشارك الفقيد العتيقي بتأسيس عدة جمعيات نفع عام منها الهلال الأحمر الكويتي.
إلى ذلك، ويعتبر الفقيد فيصل مبارك القناعي أحد أعمدة الصحافة الكويتية والعربية، لاسيما في المجال الرياضي، وكان شاهدًا ومعاصرًا للإنجازات الرياضية التي حققتها الفرق الكويتية في المحافل الإقليمية والدولية.
ولد الراحل في السادس من أكتوبر عام 1950م بمنطقة شرق وبدأ تعليمه الدراسي في مدارس منطقة حولي ثم انتقل إلى منطقة السالمية ودرس في ثانوية السالمية ثم ثانوية فلسطين في منطقة الرميثية، حتى تخرج والتحق بمعهد المعلمين وتخرج مدرساً للتربية الفنية.
بدأ الراحل مشواره الصحافي عام 1969 وعمل في العديد من الصحف اليومية في الكويت كمحرر وكاتب وتدرج حتى تولى رئاسة القسم الرياضي في صحيفة السياسة في ديسمبر 1978، وتميز بكتابة العديد من المقالات منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي حتى تقلد منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، وكان من المؤسسين لجريدة الجماهير اليومية التي صدرت في عام 1983.
ومن أهم المناصب التي تقلدها الراحل أثناء مسيرته العملية، رئيس تحرير مجلة الشهيد الصادرة عن اللجنة الأولمبية وأمين السر العام لجمعية الصحافيين الكويتية والنائب الأول لرئيس الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية ورئيس اللجنة الإعلامية باللجنة الأولمبية الكويتية والرئيس الفخري للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية.
وساهم القناعي في النهضة التي شهدتها الرياضة الكويتية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي والتي عرفت بالعصر الذهبي، حيث رافق المنتخب الوطني في أغلب رحلاته في تلك الفترة وواكب الإنجازات الكبيرة التي حققها، ومن أبرزها التأهل إلى نهائيات كأس العالم في إسبانيا عام 1982.
رحم الله الفقيدين وأسكنهما فسيح جناته، وألهم أهلهما وذويهما الصبر والسلوان.