أخبار الكويت

جريدة إخبارية إلكترونية يومية

https://www.scmp.com/coronavirus?src=stats_widget

بوش الأب.. مواقف مشرفة ومحفورة في ذاكرة الكويتيين

كونا – عام تقريبا مر منذ أن استيقظ العالم وخاصة الكويتيين على خبر محزن يتعلق بوفاة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب.
واعتبر النجاح في جمع الدعم الدولي لحرب الخليج عام 1991 بمثابة “انتصار” عسكري ودبلوماسي للرئيس الأمريكي الراحل الذي سيظل شخصية محفورة في نفوس الكويتيين إلى الأبد.
وحتى وفاته في 30 نوفمبر 2018 كان بوش الأب الرئيس الأمريكي الأطول عهدا لكنه لم يبق طويلا في البيت الابيض باعتبار أنه فاز في انتخابات رئاسية واحدة امتدت من 1989 إلى 1993.
وفي أغسطس 1990 دان بوش الأب بشدة الغزو العراقي للكويت وتمكن على الفور من تشكيل تحالف من 30 دولة مدعوما بتفويض من الأمم المتحدة حذر خلاله من أنه “لن يصمد هذا العدوان على الكويت”.
وألقى بوش خطابا في جلسة مشتركة للكونغرس الأمريكي بخصوص الحصول على تفويض لشن هجمات جوية وبرية وتوضيح أربعة أهداف فورية قائلا “يجب على العراق الانسحاب من الكويت بشكل كامل وفوري ودون شرط.. يجب عودة حكومة الكويت الشرعية”.
وفي مطلع عام 1991 أصدر مجلس النواب قرارا بأغلبية 250 صوتا مقابل 183 يفوض بوش باستخدام القوة ضد الجيش العراقي وهو تصويت اعتبر “انتصارا مهما” له.
وفي 17 يناير 1991 ضربت الطائرات الأمريكية وقوات التحالف الأهداف العراقية لتتنقل العملية العسكرية من مرحلة (درع الصحراء) إلى (عاصفة الصحراء).
وبدأت الحرب البرية في 24 فبراير وأمر بوش الأب بوقف إطلاق النار بعد 100 ساعة من بدء القتال.
وفي أعقاب انتصار عام 1991 اقتربت شعبية بوش في الداخل من 89 بالمئة وهو أعلى مستوى يتم تسجيله على الإطلاق خاصة بعدما حظي بدعم دولي واسع لحرب الخليج وكانت نتيجة الحرب بمثابة انتصار دبلوماسي وعسكري.
وسيظل بوش الأب شخصية يذكرها التاريخ إلى الأبد لدوره الحاسم في تحرير الكويت وكذلك خطابه الذي ألقاه من المكتب البيضاوي في 27 فبراير 1991 والذي أعلن فيه تحرير الكويت وهزيمة الجيش العراقي.
وقال بوش الأب آنذاك “الكويت تحررت وجيش العراق هزم وأهدافنا العسكرية تحققت.. لقد عادت الكويت إلى ايدي الكويتيين مرة ثانية وهم الآن يتحكمون في مصيرهم”.
وقال بوش في الخطاب التاريخي الذي ستتذكره أجيال عديدة قادمة خلال الجلسة المشتركة للكونغرس لإعلان نهاية حرب الخليج إن “العدوان هزم.. الحرب انتهت”.
وأكد أن “هذا انتصار لكل بلد في التحالف وللأمم المتحدة. انتصار للتعاون الدولي غير المسبوق والدبلوماسية.. إنه انتصار لحكم القانون ولما هو صحيح”.
وأضاف “أننا جميعا نحزن لضحايا الحرب ولشعب الكويت والمعاناة التي جرحت روح تلك الأمة الفخورة.. ومن أجل مبادئنا والشعب الكويتي تمسكنا بموقفنا لأن العالم لن ينظر إلى الاتجاه الآخر”.
وفي زيارته الأولى للكويت في أبريل 1993 وبعد مغادرته البيت الأبيض تم تقليد بوش الاب ميدالية مبارك الكبير تعبيرا عن الشكر والتقدير لجهوده في تحرير الكويت كما حصل ايضا على الدكتوراه الفخرية من جامعة الكويت.
وفي مقابلة أجراها في يناير 2011 بمناسبة الذكرى العشرين لحرب الخليج استذكر بوش المهمة قائلا “أعتقد أنها كانت حدثا تاريخيا مهما وسيكون دائما كذلك”.
وفي برقية تعزية بمناسبة وفاة بوش الأب استذكر سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح العام الماضي مواقف الرئيس الأمريكي الراحل ودعمه للكويت ورفضه للاحتلال العراقي في ساعاته الأولى بما في ذلك القرار الحاسم الذي اتخذته الإدارة الأمريكية بقيادة بوش ودوره المحوري في تشكيل تحالف دولي بتفويض من الأمم المتحدة لتحرير الكويت.
وعلاوة على ذلك أشار سمو الأمير في برقية إلى الرئيس الأمريكي ال43 وابن الرئيس الراحل جورج دبليو بوش إلى وقوف بوش الاب إلى جانب الكويت ونصرة قضاياها العادلة ودوره في تشكيل التحالف الدولي وتحرير الكويت والتي لن ينساها الشعب الكويتي وستظل ماثلة في ذاكرته.
كما استذكر سموه مواقف جورج بوش الاب التاريخية المشرفة والشجاعة تجاه الكويت ورفضه للاحتلال العراقي والقرارات المصيرية التي اتخذتها الإدارة الأمريكية تحت قيادته بتفويض من الأمم المتحدة حتى تم تحرير الكويت.
وعند وفاته استذكر الكويتيون المساهمات الكبيرة للرئيس الأمريكي الراحل في تحرير البلاد من الغزو العراقي ليصبح شخصية ستظل مواقفها محفورة في ذاكرة جميع الكويتيين والعالم بأسره.