طيران الإمارات تُقلص طلبياتها من الطائرة «A380»

بعد إصرارها لخمسة عشر عاما على أن المستقبل للطائرات العملاقة، اضطرت طيران الإمارات للقبول بطائرات عريضة البدن أصغر حجما في ظل أفول نجم الطائرة ايه380، مما قاد إلى سلسلة مناورات بين صناع الطائرات في معرض دبي للطيران الأسبوع الماضي.
وتقترب نهاية إنتاج الطائرات ايه380 التي تسع 555 مقعدا، لتبدأ سلسلة من الصفقات المتشابكة مع إجراء طيران الإمارات، أكبر مشتر للطائرة، مراجعة لأسطولها في ظل تشظي الطلب على السفر. وكان لتأخر إنتاج الطائرة بوينج 777إكس ذات 406 مقاعد أثره أيضا في التغييرات.
وقال تيم كلارك رئيس طيران الإمارات للصحفيين خلال معرض دبي للطيران “يجب أن نواجه حقيقة إلغاء البرنامج (ايه380) وتأثيره على شبكتنا. ولهذا أجرينا (مراجعة) شاملة”.
تحتل الطائرتان ايه380 ذات الطابقين وبوينج 777 ذات المحركين، إضافة إلى الطائرتين المتوسطتين 787 وايه350، موقعا متقدما في مباراة الشطرنج التي تخوضها شركات الطيران في أنحاء العالم.
وتكون الطائرات الكبيرة مربحة، وبخاصة حين يكتمل عدد ركابها.
ومن آن لآخر، تصمم الصناعة طائرات أصغر تضاهي الطرز الأكبر من حيث المدى والكفاءة وتسمح للقطع الأصغر على رقعة الشطرنج بالإطاحة بالقطع الأكبر.
وفي حين تقلص طيران الإمارات طلبياتها من الطائرة ايه380، رفعت عدد الطائرات التي طلبتها من طراز ايه350 ليصل إلى 50 لكنها علقت خططا سابقة لطلب الطائرة ايه330 نيو التي تتسع لعدد 330 مقعدا، وهي تطوير لطراز سابق.
واستبدلت جزءا من طلبية الطائر 777إكس التي تأخر إنتاجها بثلاثين طائرة بوينج 787-9 دريملاينر – بما يقل عشر طائرات عن الطلبية الأولية المبرمة في 2017 – في إطار التغييرات على طلبية بقيمة 25 مليار دولار.
بالنسبة للمسافرين، فإن الطائرة الخفيفة متوسطة الحجم التي تسع نحو 300 راكب تتيح خيارات وعدد رحلات أكثر.
وتقول العديد من شركات الطيران إنه يمكنها مضاهاة ربحية الطرز الأكبر مع مخاطر أقل.
لكن ما العيوب؟ يكتمل عدد الركاب أسرع مما يدفع البعض للجوء إلى شركات أخرى. وازدحام المطارات مبعث قلق أيضا.
وتصر طيران الإمارات على أن نموذج مركز العمليات العملاق الذي كانت لها الريادة فيه – مستغلة موقع دبي لاجتذاب حركة الطيران العالمية باستخدام طائرات كبيرة – مازال قائما رغم التعديلات الطفيفة الجديدة.
لكن الطائرات الأصغر تتيح لبعض المنافسين تسيير رحلات مربحة مع مخاطر تجارية أقل وتشير صفقات الأسبوع الماضي إلى أن طيران الإمارات لم تعد تشعر بالحصانة في مواجهة مثل هذه الضغوط.
وقال المحلل ريتشارد أبو العافية من مجموعة تيل “في ظل تغير البيئة، اضطرت طيران الإمارات لتبني أساليب بعض الناقلات التي كانت تنافسها”.

لا فائز ولا خاسر
أوقد التحول شرارة مفاوضات محتدمة مع مصنعي الطائرات لضمان ضم الطرز التي ينتجوها إلى المزيج الجديد لطائرات الشركة متوسطة الحجم. وقال المحللون إن الجميع تكبدوا خسائر لكن في النهاية لم يكن هناك خاسر أو فائز حقيقي.
وعانت إيرباص من انتكاسة بخسارة طلبية طيران الإمارات من الطائرة ايه330 نيو وقد تضطر لخفض الإنتاج.
لكنها ضمنت نمو الطلب الضعيف على الطائرة ايه350 وفازت بموطئ قدم في أي منافسات قادمة لإحلال الطائرات ايه380 التي مازالت في الخدمة.
وعززت بوينج فوزا مهما للطائرة 787 بعد عامين من الضبابية بشأن اتفاق مبدئي سابق. لكن التأجيلات الأخيرة للطائرة 777إكس فتحت الباب لطيران الإمارات لتعديل المزيج لصالح الطائرة ايه350 من إيرباص على حساب 787.
تزامن قرار طيران الإمارات زيادة العدد في طلبية الطائرة ايه350 مع إلغاء الاتحاد للطيران التي مقرها أبوظبي لطلبية من نفس الطراز، ما أثار تكهنات بأن التعديل يقوم على توازنات سياسية.
ونفي المسؤولون في طيران الإمارات وجود أي صلة وقال كلاك إن مسؤولي التخطيط وجدوا مساحة أكبر لنمو الإيرادات في المستقبل مع ايه350 بدرجة أكبر منها مع ايه330 نيو، التي ستظل في المزيج في المستقبل إلى جانب شراء عدد أكبر من 777إكس.
وقال المحللون إن النتيجة الصافية لخفض طلبيتي ايه380 و777إكس والتحول لطرز أصغر هو تقلص عدد المقاعد المطلوبة عن الخطط السابقة على المعرض بنحو 18 ألفا، وهو ما وصفه عدد من المحللين بأنه استجابة للطاقة الفائضة.
وقال آدم بيلارسكي، نائب رئيس شركة الاستشارات أفيتاس، “باع المصنعون طائرات أكثر من اللازم”.
وفي حين سُلط الضوء على تعديل طلبية طيران الإمارات من الطائرات عريضة البدن، فقد أبرز معرض دبي جهود بوينج لزيادة الثقة في الطائرة 737 ماكس الممنوعة من التحليق وذلك بمبيعات جديدة وتغييرات تكتسح أسواق الطائرات نحيفة البدن.
وطلبت العربية للطيران التي مقرها الشارقة 120 طائرة إيرباص من بينها 20 طائرة إيه321 اكس.ال.آر التي ت‭su‬ بين 220 و240 مقعدا. وقالت مصادر إنها قد تحلق دون توقف إلى جهات بعيدة مثل الدار البيضاء، وهي المهمة التي تتولاها حاليا من دبي طائرات ايه380 التابعة لطيران الإمارات.
وقال روب موريس رئيس الاستشارات في أسند باي سيريوم في بريطانيا “الطائرات ذات الممر الواحد هي بيدق الصناعة لكنه بيدق فعال جدا”.