الكويت: حرمان المرأة من حقوقها أكبر عقبة أمام تحقيق السلام المستدام

كونا – أكدت الكويت ان اكبر عقبة تعرقل جهود المجتمع الدولي في تنفيذ اجندة المرأة والسلم والامن في سبيل تحقيق السلام المستدام هي حرمان المرأة من حقوقها الاساسية وغياب المساواة في المجتمعات قبل النزاع وخلال النزاع وما بعد النزاع.
جاء ذلك في كلمة الكويت التي ألقاها مساء امس الثلاثاء مندوبها الدائم لدى الامم المتحدة السفير منصور العتيبي بجلسة مجلس الامن تحت عنوان “نحو التنفيذ الناجح لأجندة المرأة والسلم والامن.. الانتقال من الالتزامات الى الانجازات استعدادا للاحتفال بالذكرى السنوية العشرين لقرار مجلس الامن 1325”.
وقال العتيبي ان الحفاظ على وحدة المجلس في التعامل مع قضايا المرأة والسلم والامن مهم لتنفيذ هذه الاجندة وتمكين المرأة من المشاركة بشكل فعال في تحقيق السلم والامن الدوليين.
واشار الى اهمية دور الدول الاعضاء والتعاون الوثيق مع الامم المتحدة في تحقيق التنفيذ الفعال لأجندة المرأة والسلم والأمن لافتا الى ان المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الامن وضع بدءا من القرار 1325 اطار معايير متينا لتمكين المرأة من التمتع بحقها الاصيل بأن تكون شريكة في تحقيق السلام.
ورحب العتيبي بالانجازات المحرزة في هذا الاطار حيث تضمنت نسبة 72 في المئة من قرارات مجلس الامن في 2018 اشارات صريحة الى قضايا المرأة والسلم والامن.
وأوضح ان جميع البعثات التي اضطلع بها المجلس خلال هذا العام ادمجت فيها عناصر تتعلق بالمرأة والسلم والأمن وشملت إجراء لقاءات مع مجموعات النساء المحلية.
ولفت العتيبي الى ان بعثة الامم المتحدة لحفظ السلام في قبرص مثال يحتذى به فيما يمكن تحقيقه نحو تمكين المرأة في بعثات السلام حيث تتبوأ المرأة منصب قائد للبعثة ضمن ثلاث مسؤولات نساء يمثلن القوات العسكرية والشرطية والقطاع المدني.
ودعا الى تعزيز الانجازات ومواجهة التحديات استعدادا للاحتفال بمرور عشرين عاما على اعتماد القرار 1325 مؤكدا ضرورة تمكين المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين لإنهاء النزاعات وصولا الى سلم وامن مستدام.
وأوضح العتيبي انه لا تزال هناك تحديات امام تحقيق مشاركة المرأة الكاملة في حفظ السلم والامن الدوليين منها استمرار مختلف اشكال العنف ضد المرأة بما فيها العنف الجنسي المتصل بالنزاعات.
واشار الى ان من ابرز التحديات عدم تماشي الاستجابات الانسانية مع احتياجات النساء والفتيات بشكل كاف والتمثيل المنخفض للمرأة في العمليات السياسية وعمليات السلام والمناصب القيادية.
وذكر ان السنة المقبلة تصادف حلول الذكرى السنوية للعديد من الاطر المرجعية والمناسبات المهمة مثل الاحتفال بمرور 75 عاما على انشاء الأمم المتحدة و25 عاما على اعتماد اعلان ومنهاج عمل بكين و20 عاما على اعتماد قرار مجلس الامن 1325 (2000).
واكد العتيبي ان القرار جعل مشاركة المرأة امرا محوريا في الجهود المبذولة لمنع نشوب النزاعات وحلها فهي تمثل فرصة فريدة من نوعها لتضافر الجهود واستكمال النجاح الذي تم احرازه في تنفيذ اجندة المرأة والسلم والامن والتصدي للتحديات التي تحول دون تحقيق ذلك.
واشار العتيبي الى ان انعدام المساواة بين الجنسين والعنف ضد النساء والفتيات يزيد احتمال نشوب النزاعات.
واعرب عن الاسف من ان المرأة والفتاة تتأثر بشكل غير متناسب بالنزاع وتتعرض لانتهاكات لأبسط حقوقها فقط لكونها امرأة حيث يتضاعف هذا الظلم خلال عمليات السلام عندما يتم اقصاء المرأة وتهميش دورها في صنع السلام وحرمانها من المشاركة الحقيقية في مفاوضات واتفاقات السلام.
وبين العتيبي ان تقويض دور المرأة ليس ظلما لها فحسب بل هو تقويض للجهود المبذولة من اجل تحقيق السلام وتمكينها السياسي والاقتصادي والاجتماعي هو تعزيز لدعائم الامن والاستقرار.
ورحب بمبادرة الدول الاعضاء بالإعلان عن التزاماتها الوطنية في اطار تنفيذ اجندة المرأة والسلم والامن في الفترة التي تسبق الذكرى السنوية العشرين.
واكد العتيبي ان المسؤولية الاولى تقع على عاتق الدول الاعضاء في احترام حقوق الانسان والقضاء على جميع اشكال العنف ضد المرأة ودعمها في المشاركة على قدم المساواة في كافة المراحل المتعلقة بتحقيق السلام.
ورحب بالشراكة مع الامم المتحدة في هذا الاطار لبناء القدرات لدى الدول الاعضاء في تنفيذ اجندة المرأة والسلم والامن بما يتناسب مع اهدافهم وخصائصهم الوطنية.
واعرب العتيبي عن التقدير لدور المنظمات الاقليمية في هذا الاطار الى جانب الخطة الاقليمية للمرأة والسلم والامن لجامعة الدول العربية حيث ان للمرأة العربية دورا محوريا على مر التاريخ في السعي نحو تحقيق السلام بالشرق الاوسط.
واكد ان انقاذ الاجيال القادمة من ويلات الحرب يتم ليس فقط من خلال حفظ السلم والامن الدوليين بل كذلك من خلال تمكين المرأة وتعزيز دورها.