فريق كويتي يجري عمليات جراحية لأكثر من 200 لاجئ سوري في الأردن

أجرى فريق طبي تطوعي كويتي يضم استشاريين في تخصصات طبية مختلفة عمليات جراحية دقيقة وبسيطة لأكثر من 200 لاجئ سوري بالأردن على مدى أربعة أيام وتأتي زيارة الفريق الطبي (حياة) ضمن القافلة الثانية التي تسيرها (جمعية قوافل للإغاثة والتنمية) الكويتية بدعم من متبرعين ومحسنين من أهل الكويت بهدف تخفيف المعاناة الإنسانية عن اللاجئين وتقديم الرعاية الطبية للمرضى منهم.
وفي هذه المناسبة قال سفير الكويت لدى الأردن عزيز الديحاني اليوم الجمعة عقب لقائه رئيس وأعضاء الفريق ومسؤولي مستشفى العيون التخصصي موقع إجراء عدد من العمليات في عمان إن الكويت “سباقة” في ميادين العمل الخيري والإغاثي.
وأضاف الديحاني أن الكويتيين يستمدون عطاءهم وبذلهم في الأعمال الإنسانية من توجيهات قائد العمل الإنساني سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد مشيدا بالحركة التطوعية الكويتية التي تعكس الحرص الشعبي على دعم الأشقاء اللاجئين والمتضررين.
وثمن في الوقت ذاته استضافة المراكز الصحية والمستشفيات في الأردن الفريق الطبي الكويتي وتعاونها لإنجاح هذا العمل الإنساني مؤكدا حرص السفارة الكويتية على تقديم التسهيلات كافة وتذليل المصاعب أمام الفرق والجمعيات الإنسانية الكويتية.
من جانبه قال رئيس الفريق استشاري جراحة المسالك البولية والتناسلية والعقم الدكتور أحمد الكندري إن الهدف من الزيارة الحالية إجراء عمليات جراحية لشريحة اللاجئين السوريين في المخيمات.
وأضاف الكندري أن الفريق يضم استشاريين وأطباء مهرة في تخصصات قسطرة القلب والجراحات (العامة) و(المسالك البولية) و(أنف وأذن وحنجرة وأورام العنق والرقبة) و(العيون) إضافة إلى عيادات للأطفال ومتخصصين في التخدير.
وذكر أن عدد الطاقم يبلغ 30 شخصا بين استشاريين وأطباء وممرضين وفنيين وإداريين يستهدفون إجراء أكثر من 200 عملية للاجئين بتكلفة قدرها 200 ألف دينار كويتي (نحو 7ر567 ألف دولار) موجها الدعوة إلى المحسنين بتقديم الدعم للوصول إلى هذا المبلغ وإتمام أكبر عدد من العمليات للمرضى.
وحول الجهة التي تتعاون معها الجمعية في الأردن قال الكندري إن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة هي الجهة المعنية بترشيح حالات المرضى عبر كشوفات وسجلات خاصة تمتلكها بمساعدة من جمعية (إسلاميك.هيلب) الخيرية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها.
وأشاد باستضافة مستشفى (ابن الهيثم) ومستشفى (العيون التخصصي) وتوفيرهما جميع متطلبات إجراء العمليات في التخصصات المختلفة من غرف عمليات ومعدات كوادر فنية وفرز حالات المرضى معربا عن الأمل باستمرار التعاون معهما في القوافل المستقبلية.
وحول أهمية استدعاء أطباء من الكويت وإجراء العمليات للاجئين أوضح الكندري أن حضور الأطباء يوفر تكاليف إجراء العمليات ويقللها ويرفع من إمكانية استفادة أكبر شريحة من اللاجئين.
وعن الاستعدادات التي سبقت الرحلة الطبية أشار إلى أن عضوين من الفريق قاما بزيارة أولوية لتقييم الحالات المرضية قبل شهر تقريبا من وصول القافلة التي عاينت فور قدومها الحالات وأجرت الفحوصات اللازمة لبعض الحالات ومن ثم إجراء العمليات للاجئين من سوريا واليمن وبعض المواطنين الأردنيين من مختلف الأعمار.
ولفت إلى أن الفريق الطبي (حياة) سبق أن خرج بثلاث قوافل طبية سابقة أجرى خلالها نحو 250 عملية جراحية مؤكدا أهمية دور الخبرة التراكمية التي تكونت لدى الفريق في التعامل مع الحالات الإنسانية للاجئين.
ومن جهته قال استشاري طب وجراحة عيون استشاري طب وجراحة شبكية مدير مركز الكويت التخصصي للعيون الدكتور خالد السبتي إنه أجرى نحو 40 عملية توزعت ما بين استخراج الماء الأبيض من العيون وجراحة الشبكية “وأكثرها عمليات معقدة تكللت بالنجاح”.
وأضاف السبتي أن الأعداد “كبيرة” من اللاجئين الذين يعانون من أمراض العيون “لذلك تم العمل على الحالات التي تحتاج إلى تدخل جراحي سريع” لافتا إلى أنه أجرى عملية أصغر قسطرة للشبكية باستخدام تقنية متطورة جدا هي الأولى من نوعها في الأردن. وذكر أن هذا العمل الإنساني يأتي ضمن سلسلة الأعمال التي يقوم بها أهل الكويت في ميادين العمل الإغاثي والخيري لافتا إلى أنها المرة الأولى التي يشارك فيها ضمن الفريق.
وأعرب عن “سعادته الغامرة” لإدخاله الفرحة والسرور على قلوب المرضى ممن انقطعت بهم السبل موضحا أن “هذا الإحساس الجميل لا يمكن وصفه في هذه المواقف الإنسانية بالرغم من العمل الشاق الذي يتطلبه”.
من ناحيته قال استشاري أنف وأذن وحنجرة وجراحة الوجه والرقبة الدكتور خالد الصبيح في تصريح مماثل إنه أجرى عمليات لإزالة أورام الغدد النكافية والدرقية لحالات مرضية تستدعي مؤهلات طبية معينة إضافة إلى عمليات نوعية في الجيوب الأنفية والانسدادات التي تكللت جميعها بالنجاح ووصلت في المجمل إلى نحو 15 حالة.
وأضاف الصبيح أن المشاركة مع الفريق الطبي “تعكس عمليا مكانة الكويت ومكانة قائدها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في تبني نهج العمل الإنساني والإغاثي”.
وبدوره قال استشاري جراحة كلى ومسالك بولية الدكتور أحمد العنزي إن جمعية قوافل للإغاثة والتنمية متخصصة في العلاجات الدقيقة للاجئين السوريين في المخيمات بالأردن وتشمل تخصصات عدة لمن يعانون من حالات مرضية معقدة ودقيقة ومعظم حالات المرضى تستدعي توفر كوادر مؤهلة.
وأضاف العنزي أن الحالات التي قام بها وزملاؤه في تخصصه شملت عيوبا خلقية في حوض الكلية وحصوات متعددة متشعبة في الحالبين وضيقا في مجرى التبول وضيقا في الحالب فضلا عن القيام بعمليات استئصال بالمنظار للكلى لحالات تعاني من قصور والتهابات متكررة وعمليات تشوه خلقي للأطفال في تخصص الكلى والمسالك بعدد إجمالي يصل إلى نحو 60 حالة.
وبدوره ثمن المدير العام في مستشفى العيون التخصصي الدكتور محمد نور خلال لقائه السفير الكويتي وطاقم الفريق الطبي الجهود الإنسانية الكويتية وحرص الكويت قيادة وحكومة وشعبا على دعم شعوب المنطقة.
وأعرب نور عن “الفخر” بالمواقف النبيلة التي ينتهجها الكويتيون و”الاعتزاز” بالتعاون معهم في العمل الإنساني التطوعي مشيدا بالإمكانات الفنية الطبية والسمعة العالمية لأعضاء الفريق الطبي التي تعد “فخرا للأمة العربية”.
ويضم فريق (حياة) الطبي 30 شخصا بين أطباء وممرضين وفنيين وإداريين بينهم نخبة من الاستشاريين الكويتيين والدكاترة وهم أحمد الكندري وإبراهيم الرشدان وخالد الصبيح وخالد المري وسامي أمان وخالد السبتي وأحمد العنزي.