«الحرية والتغيير» السودانية تتمسك بالعصيان المدني

أعلنت قوى “الحرية والتغيير” بالسودان، التمسك بالعصيان المدني، معتبرة أن رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يمثلان “عائقا أمام بناء الدولة المدنية”.
جاء ذلك في بيان لقوى “الحرية والتغيير”، قالت فيه: “أصبح واضحا أن بقاء اللجنة الأمنية لنظام البشير، بقيادة البرهان وحميدتي، على سدة الحكم يقطع الطريق بين الشعب وحلمه بالسودان الذي يريد”.
وتابع أن هذا النظام “يؤسس لسيطرة العسكر على الحكم، وحماية النظام البائد لا محالة ورموزه”.
ودعا للمحافظة على سلمية الثورة، وإعلان العصيان المدني الشامل، ووضع المتاريس لحماية الثوار من الرصاص.
ويأتي البيان عقب ساعات من إعلان “البرهان”، في خطاب متلفز، استعداد المجلس للتفاوض وفتح صفحة جديدة، معربا عن أسفه لسقوط ضحايا خلال الأيام الماضية، غداة إعلانه وقف عملية التفاوض مع قوى “الحرية والتغيير”، وتشكيل حكومة انتقالية لتنظيم انتخابات عامة في البلاد في غضون 9 أشهر.
وجدد تجمع المهنيين السودانيين، دعوته إلى 4 إجراءات بارزة هي: “العصيان المدني الشامل، وإغلاق الطرق الرئيسية والكباري (الجسور) والمنافذ بالمتاريس، وشل الحياة العامة”، و”الإضراب السياسي المفتوح في كل مواقع العمل والمنشآت والمرافق في القطاع العام والخاص”، و”التمسك والالتزام الكامل بالسلمية”، وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان.
واقتحمت قوات الأمن السودانية، ساحة الاعتصام وسط الخرطوم في ساعة مبكرة الإثنين، وقامت بفضه بالقوة، بحسب قوى المعارضة التي أعلنت مقتل 35 شخصا على الأقل آنذاك.
فيما أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية)، الأربعاء، مقتل 60 شخصا جراء فض الاعتصام قبل يومين، وما تلا ذلك من أحداث.


101 قتيل بفض الاعتصام

أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية ارتفاع عدد ضحايا فض الاعتصام أمام قيادة الجيش في الخرطوم إلى 101 قتيل بعد انتشال 40 جثة من نهر النيل.
وقالت اللجنة في بيان، نشرته على صفحتها في موقع “فيسبوك”: “تم حصر 40 جثة لشهدائنا الكرام انتشلت من النيل بالأمس، أخذت بمركبات تتبع لمليشيات الجنجويد لجهة غير معلومة”.
ولاحقا أفادت اللجنة، في بيان آخر، بمقتل شخص آخر وهو رجل أصيب بطلق ناري في الرأس على يد قوات تابعة للمجلس العسكرية، مشيرة إلى أن عدد الضحايا ارتفع بذلك إلى 101 قتيل.
وأكدت لجنة أطباء السودان في بيانها “وجود المزيد من الشهداء”، موضحة أن هؤلاء الذين تحدثت عنهم سابقا هم فقط من تمكنت من حصرهم.
وازدادت الأوضاع توترا في السودان بعد أن فضت القوات الموالية للمجلس العسكري الانتقالي، الذي يدير شؤون البلاد بعد عزل الرئيس السابق، عمر البشير، فجر الاثنين الماضي الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم.
وبعد هذا التصعيد اقترح المجلس العسكري على قوى المعارضة استئناف المفاوضات حول الفترة الانتقالية، لكن الأخيرة رفضت هذه المبادرة.