وباء الكوليرا يضرب اليمن
يشهد اليمن انتشارا متسارعا لموجة ثالثة من وباء الكوليرا بدأت في مطلع العام الجاري وتسببت حتى الآن بنحو ربع مليون اصابة واكثر من 500 حالة وفاة وسط مخاوف من ان تكون أسوأ موجة للوباء على مستوى العالم.
وأكد وكيل وزارة الصحة اليمنية لقطاع الرعاية الأولية الدكتور علي الوليدي اليوم الثلاثاء أن عدد الحالات المشتبه إصابتها بالكوليرا منذ مطلع العام الحالي بلغت 249548 حالة نجم عنها 505 حالة وفاة حتى تاريخ 23 إبريل الجاري.
وقال الوليدي أن وزارة الصحة عملت على فتح مراكز طبية لعلاج الكوليرا وحالات الاسهال الناتجة عنها وتدريب الكوادر الصحية وتنسيق الجهود مع وزارة المياه والبيئة والمنظمات الداعمة لمواجهة أسباب انتشار الوباء.
وأوضح أن الانتشار الأكبر لموجة الوباء يتركز في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي جراء اختلال نظام المؤسسات الصحية بعد إقصاء كوادها ما أثر على السياسات الصحية التي تتبعها الوزارة مع الداعمين والشركاء.
وأشار الى ان محافظتي (صنعاء) وريفها تصدرتا أعلى نسبة إصابة بنحو 76 ألف حالة تليها محافظات (الحديدة) و(إب) و(عمران) و(ذمار).
وبين أن الاصابات بالكوليرا في معظم المحافظات الخاضعة كليا للحكومة الشرعية منخفضة جدا اذ بلغت في (حضرموت) 11 حالة و(المهرة) 60 حالة و(شبوة) 120 حالة و(أبين) 300 حالة.
وأكد أن الحكومة اليمنية تقوم بمسؤوليتها تجاه جميع المناطق مبينا ان وزارة الصحة زدوت المحافظات الخاضعة للحوثيين بأكثر من نسبة 55 في المئة من اجمالي الادوية والمستلزمات التي وصلتها خلال موجتي الوباء الاولى والثانية.
ولفت الى ان تلك المساعدات السخية قدمت من (مركز الملك سلمان للاغاثة والعمل الإنساني) و(الهلال الأحمر الإماراتي) و(الجمعية الكويتية للاغاثة).
واعرب عن الامل في التغلب على هذه الموجة من الوباء كما تم التغلب على سابقاتها بدعم الأشقاء والأصدقاء.
وتتطابق احصائية وزارة الصحة اليمنية مع الاحصائيات المعلنة لمكتب منظمة (الصحة العالمية) في اليمن والتي اشارت الى ارتفاع حاد في الاصابات اليومية حاليا مقارنة بالاشهر السابقة.
وبلغ معدل الاصابات اليومية المبلغ عنها خلال شهر إبريل نحو 3700 حالة مرتفعا من 3 الاف حالة في مارس مقارنة ب 1200 حالة في يناير وفبراير الماضيين.
وتضاعفت وفيات الكوليرا في اليمن أربع مرات في غضون الشهرين الأخيرين وسجلت أغلبها بين كبار السن فوق 60 عاما بنسبة 49 في المئة ثم الأطفال دون الخامسة بنسبة 16 في المئة.
ويعزو الاطباء اليمنيون اغلب حالات الوفاة الى تأخر الاسعاف ودخول المصاب في حالة جفاف شديد بمضاعفاته الوخيمة كالفشل الكلوي.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فانه من الممكن ان تتسبب عدوى الكوليرا الناجمة عن تناول اطعمة او مياه ملوثة بالبكتيريا بإسهالات مائية حادة قد تفضي الى الوفاة في غضون ساعات ان تركت دون علاج.
وكانت منظمة (أوكسفام) الانسانية البريطانية حذرت في بيان في ال18 من الشهر الجاري من ان استمرار الانتشار المفاجئ والحاد للوباء بذات المعدلات الحالية سيتجاوز بذلك عدد الحالات المبلغ عنها 2017 الذي وصفته منظمة (الصحة العالمية) حينها بأنه “التفشي الأسوأ في تاريخ البشرية”.
وتبذل الحكومة اليمنية وشركاؤها الاقليميين والدوليين جهودا كبيرة للسيطرة على موجة الوباء الفتاكة في الجوانب الوقائية والعلاجية.
وفي محافظة (تعز) التي تخضع لسيطرة جزئية للحكومة الشرعية اكد مدير مكتب الصحة الدكتور عبدالرحيم السامعي تسجيل 11221 حالة منها 821 حالة مؤكدة بالزراعة المخبرية فيما وصلت الوفيات إلى 45 حالة.
وعزى ارتفاع الإصابات بالكوليرا بدرجة أساسية إلى صعوبة وصول الأدوية والمستلزمات الطبية جراء الحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثي منذ أكثر من أربع سنوات على المحافظة.
واشار الى اسباب اخرى ابرزها ازمة المياه الكبيرة في (تعز) وعدم توفر مياه صالحة للشرب وعزوف المنظمات الدولية عن التدخل لرفع قدرات مؤسسة المياه والصرف الصحي وصندوق النظافة.
واكد ان المواطنين الذين حصلوا على لقاح الكوليرا في فبراير الماضي في مديرية (المظفر) كانوا اقل عرضة للاصابة بالمرض.
ويستقبل المركز الرئيسي لمعالجة الكوليرا في المستشفى الجمهوري بمدينة (تعز) يوميا عشرات الحالات المشتبه إصابتها بالكوليرا وتحال إليه الحالات المتطورة من مراكز أخرى في المدينة وأريافها.
وقال المسؤول الاداري للمستشفى محمد مخارش ان المستشفى استقبل منذ مارس الماضي نحو 1600 حالة اشتباه بالكوليرا.
واوضح ان الحالات الحرجة التي تصل المستشفى تحال الى قسم داخلي خاص حتى تتجاوز مرحلة الخطر مبينا ان المركز سجل ست وفيات منها اربع وصلت المستشفى بحالة وفاة.
وكانت جمعية الهلال الاحمر الكويتي دشنت في منتصف ابريل حملة لمكافحة الكوليرا بمديرية (جبل حبشي) بمحافظة (تعز) شملت تقديم الادوية واقامة دورات تثقيفية للمشرفين والمتطوعين الصحيين حول مخاطر الوباء وسبل الوقاية منه للحد من انتشاره.