بوتفليقة مترشحًا: سمعت آهات المتظاهرين.. وسأعدل الدستور

قال مدير حملة الرئيس الجزائري إن عبد العزيز بوتفليقة سيعلن عن انتخابات مبكرة خلال أقل من عام في حال إعادة انتخابه في إبريل المقبل.
جاءت تصريحات عبد الغني زعلان بعد أن تقدم بأوراق ترشح بوتفليقة إلى المجلس الدستوري.
وتجددت التظاهرات الطلابية، أمس الاثنين، في عدد من الجامعات الجزائرية تنديداً بترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
إلى ذلك، أعلن الطلبة في جامعة هواري بومدين في العاصمة، العصيان المدني ولم يلتحقوا بالجامعة، كما تظاهر عدد من الطلاب داخل الحرم الجامعي في قسنطينة.
وأذاع التلفزيون الرسمي رسالة من بوتفليقة قال فيها “قبل بضعة أيام، واستجابة لنداءات المواطنين والطبقة السياسية والمجتمع المدني، وبروح تحذوها نية استكمال الواجب السامي لخدمة بلدنا وشعبنا، أعلنت عن ترشحي للانتخابات الرئاسية”.
وفي الرسالة، تعهد بوتفليقة للجزائريين بعدم الترشح للانتخابات المبكرة التي أشار إليها وبإجراء مؤتمر وطني جامع يفرز مشروع تعديل للدستور يوضع للاستفتاء الشعبي.
وقال في رسالته«لقد نَمَتْ إلى مسامعي، وكُلي اهتمام، آهات المتظاهرين، ولاسيما تلك النابعة عن آلاف الشباب الذين خاطبوني في شأن مصير وطننا، غالبيتهم في عمر تطبعُه الأنفة والسخاء اللذان دفعاني وأنا في عمرهم إلى الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني المجيد، أولئك شباب عبروا عن قلقهم المشروع والمفهوم تجاه الرّيبة والشكوك التي حركتهم». 
وقبل ذلك أشاد بوتفليقة بالسلمية التي طبعت المسيرات الرافضة للعهدة الخامسة وتعامل قوات الأمن معها. واستند الرئيس الجزائري على ماضيه كمجاهد، للرد على مطالب الرافضين لترشحه، حيث تعهد بتلبية المطلب الأساسي المتمثل في «تغيير النظام». 
وفي محاولة لتهدئة الرأي العام، قدم بوتفليقة عرضه الأول للغاضبين، حينما وعد «بتنظيم انتخابات رئاسية مسبقة، يتحدد موعدها في ندوة وفاق وطني يشارك فيها الجميع تستكمل بتعديل معمق للدستور الذي يصادق عليه باستفتاء شعبي».
بعد يوم طويل من الترقب وتوجيه الأنظار صوب مقر المجلس الدستوري ببن عكنون بالجزائر العاصمة، عاشت الجزائر ليلة طويلة، إذ خرج آلاف المحتجين فور تلقيهم نبأ ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة. وفي حدود الساعة التاسعة ليلاً، وصل أول المتظاهرين شوارع مدينة جيجل شرق البلاد، لتتوالى أخبار الاحتجاجات في جميع الولايات تقريباً، شرقاً وغرباً، واستعادت العاصمة بعضاً من أجواء الجمعة الماضي بمظاهرات ومسيرات انطلقت من الأحياء الشعبية، كباب الوادي، بلوزداد، حسين داي، باتجاه وسط المدينة، وبالأخص شارعي العربي بن مهدي وديدوش مراد وساحتي موريس أدوان والبريد المركزي. وردد المحتجون ذات الشعارات الرافضة للعهدة الخامسة والعصبة الحاكمة، على غرار «مكاش (لا توجد) الخامسة»، و «كليتو (أكلتم) البلاد يا السراقين»، وكذا العبارة الشهيرة «جيبو البياري جيبو الصاعقة، مكاش الخامسة يا بوتفليقة». كما غنا المتظاهرون بصوت واحد: «اليوم اليوم المباتة (المبيت) برا (في الشارع)».