السيسي: نريد الاستقرار لقطر.. وأي تهديد للخليج جيشنا سيتحرك

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مصر تقف مع دول الخليج لمواجهة أي تحديات، وإذا تعرض أمن الخليج لتهديد مباشر “سنتحرك لمؤازرة أشقائنا هناك”.
وقال السيسي خلال حديثه لوسائل الإعلام الأجنبية على هامش منتدى شباب العالم، أمس الثلاثاء، إن مصر تريد استقرار دول المنطقة، بما فيها دولة قطر، من أجل تلافي ضياع دول أخرى.
وأشار الرئيس المصري إلى أن هناك مشكلة في إعادة إعمار الدول التي توجد بها أزمات في المنطقة، وخاصة في سورية واليمن، موضحا أن العناصر الإرهابية في سورية سوف تتحرك إلى المناطق الهشة وكذلك في الساحل والصحراء.
وأشار الى أن تحرك مصر لحل هذه القضايا “محدود بقدرتها على التحرك لأن هناك انكشافا لوزن الأمن القومي العربي بعد يناير 2011” داعيا شعوب الدول العربية الى المحافظة على استقرار بلدانهم.
وبشأن العلاقات العربية – العربية قال السيسي ان “حجم الاضطراب في المنطقة يدعونا الى التكاتف والتنسيق بصورة أكبر لأن الوضع في المنطقة هش” موضحا ان “الاختلاف يجب الا يؤدي الى ضياع دولنا وعدم استقرار منطقتنا”.
وأكد ان هذا الأمر يتطلب أن تزداد الدول المستقرة استقرارا ويزداد التعاون والتنسيق “كي نصل الى انهاء البؤر المشتعلة في المنطقة”.
وقال “نريد المزيد من الاستقرار والقوة وإذا تعرض أمن الخليج للخطر فان الشعب المصري يقبل بتحريك قواته لمؤازرة أشقائه لحماية أراضينا وأمننا القومي” مؤكدا اهمية أن تدارك الشعوب العربية “المخاطر التي تمر بنا في هذه المرحلة أكثر من أي وقت آخر وتكون ظهيرا وسندا لحكامها”.
وجدد الرئيس السيسي في هذا السياق دعم مصر للحفاظ على امن المملكة العربية السعودية واستقرارها التي وصفها بانها “دولة كبيرة ولا أحد يستطيع هز استقرارها” مضيفا “نحن مطمئنون على الادارة الحكيمة والرشيدة للمملكة بقيادة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز”.
وبشأن العقوبات الامريكية على ايران قال السيسي “نتمنى تفهم الجميع للأمن والاستقرار لأن انعدامه سيرتد علينا جميعا وكل دولة بها عدم استقرار يؤثر على الآخرين” مضيفا “وعلى الآخرين احترام ثوابت الأمن القومي العربي والأمن في الخليج”.
وفيما يتعلق بتطورات الأزمة الليبية أكد الرئيس المصري دعم الجيش الليبي “باعتباره الجيش الوطني المخول بحفظ الأمن والنظام” موضحا أن “استمرار الوضع الحالي هناك يجذب العناصر الارهابية في سوريا الى القدوم للمناطق الهشة ويهدد دول الجوار مع ليبيا وهي دول عربية وأفريقية بل وأوروبية”.
وشدد على عدم القبول بأي دور للميليشيات المسلحة في الدول التي تشهد نزاعات أو القيام بأي دور في كفالة أمن المنطقة داعيا الى ان “يكون هناك رفع للحظر حتى ولو كان جزئيا عن تسليح الجيش الليبي لتعزيز قدراته”.
وعن القضية الفلسطينية جدد السيسي “موقف مصر الثابت ازاء حل القضية الفلسطينية والمتمثل في اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية بجوار دولة اسرائيلية” مبينا ان مصر تعمل على “تسهيل حل القضية”.
وردا على سؤال حول التنسيق بين مصر والأردن بشأن ملفات المنطقة قال ان “التنسيق والتعاون بين الدول العربية كلها ازاء الأزمات مكفول في ميثاق الدول العربية”.
وحول تطورات (سد النهضة) الاثيوبي أوضح الرئيس المصري أن اثيوبيا شهدت تغييرات “ايجابية” في ظل قياداتها الجديدة مشيرا الى الاتفاق مع الدول الأفريقية بشكل عام على دعم مشروعات التنمية “وألا يكون ذلك على حساب حياة المصريين التي تعتمد بشكل كامل على مياه النيل”.
وقال “أننا نريد تحويل النوايا الحسنة لأثيوبيا الى اتفاقيات ملموسة مع الحاجة الى مراعاة ألا تؤثر عملية ملء خزان سد النهضة على حصة مصر المائية وذلك من منظور فني” مشيرا الى أن اللجان الفنية لم تصل بعد الى اتفاق.
وأكد في هذا السياق ضرورة ضمان ألا يستخدم سد النهضة لأهداف سياسية منوها بأن هناك مؤشرات ايجابية جاءت من القيادة الاثيوبية الجديدة.
وأشار السيسي في الوقت ذاته خلال اللقاء مع وسائل الاعلام الى ان ارادة الشعب المصري المطلقة هي التي فرضت المسار السياسي في البلاد مؤكدا انه “لا يمكن أية دولة أن تعطي مصيرها للمجهول”.
ولفت إلى أن الدولة المصرية حققت انجازات واضحة خلال السنوات القليلة الماضية “ليس في مجال البنية التحتية فقط ولكن عن طريق التغيير الاجتماعي والثقافي” مشيرا الى أن من بين الانجازات الثقافية افتتاح أكبر ثلاثة متاحف في يونيو 2020.

==

السيسي للإعلام ومواقع التواصل: ناقشوا.. بوعي

شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على أهمية دور الاعلام المصري الذي يتبنى قضايا بلاده ويلقي الضوء على التحديات والمشكلات التي يعاني منها المصريون.
واكد اهمية عدم ترك المجال لمنصات التواصل الاجتماعي “بما فيها من سلبيات الى شغل الفراغ الذي تركته وسائل الاعلام المعروفة” داعيا الاعلام المصري ومواقع التواصل الى طرح ومناقشة قضايا المجتمع “بشكل واع”.
واعتبر ان المراقبين الأجانب عندما ينظرون الى قضايا مصر ينظرون اليها “بمنظور أوروبي دون ادراك للأزمات التي مرت بها مصر”.
كما دعا الصحافة الى “الغوص في قضايا مجتمعية مصرية وتفهمها بشكل دقيق مع استقاء المعلومات والبيانات من مصادرها الرسمية الموثقة”.