«الأشغال»: البيئة النظيفة قضية حساسة وسط التحديات التي يواجهها العالم

(كونا) — قال وزير الاشغال العامة ووزير الدولة لشؤون البلدية حسام الرومي اليوم الثلاثاء إن البيئة النظيفة والخضراء باتت قضية حساسة للحاضر والمستقبل في ظل العديد من التحديات التي يواجهها العالم.

واضاف الوزير الرومي في كلمة له خلال افتتاح ملتقى ومعرض بيئة نظيفة وخضراء الذي نظمته الهيئة العامة للبيئة ويستمر حتى غدا الاربعاء ان الاحتباس الحراري تلقى بظلالها على العالم اجمع وعلى سلامة المحيطات ما يدعو لتخفيف الاضرار المؤثرة عليها.

وأوضح ان البيئة الكويتية تتمتع بثروات تواجه تحديات بيئية وعليه يجب الاهتمام بها بشكل دائم وليس موسميا عبر توطيد العلاقة بين الجهات المختلفة والبيئة في جميع محاورها وربطها بالاستدامة دون الاضرار بقدرة الاجيال القادمة على احتياجتها.

وذكر ان رعاية سمو الامير للملتقى يؤكد تعاون الجميع لانجاح الاهتمام بالبيئة الخضراء مشيرا الى وجود عدة مشاريع تطمح لها البلاد ابرزها زيادة المحميات الى 11 محمية والمباني الخضراء والوقود البيئي وتدوير النفايات الصلبة ومشاريع توليد الكهرباء بإستخدام الطاقة الشمسية وغيرها التي تعتبر ضمن الطريق الى البيئة النظيفة والاقتصاد الاخضر.

وافاد بأن اعطاء البيئة اهمية يساهم في توفير فرص عمل مناسبة للطاقات البشرية مبينا ان بعض المنظمات الدولية بينت ان قطاع الطاقة المتجددة ستوفر 100 الف وظيفة بعد 10 سنوات وان استثمار 100 مليار دولار سنويا في الطاقة السنوية سيولد اكثر من 550 الف وظيفة.

من جانبه اكد نائب المدير العام للشؤون الفنية في الهيئة العامة للبيئة محمد العنزي ممثل مدير عام الهيئة الشيخ عبدالله احمد الحمود الصباح في الملتقى ان بيئة الكويت تواجه تحديات كبيرة برا وبحرا وهواء تقابلها مساعي حثيثة من قبل هيئة البيئة خصوصا منذ صدور قانون البيئة لمكافحة التلوث والوصول الى افضل المعدلات المطمئنة على صحة المواطنين والمقيمين مع الحرص الشديد على الموارد الطبيعية.

واضاف العنزي ان البيئة مكون اساسي للتنمية وترتبط ارتباطا وثيقا برؤية الكويت ورؤية صاحب السمو أمير البلاد للعام 2035 مبينا ان لتحقيق (كويت جديدة) يحتاج تضافر الجهود ليعكس ويترجم هذا الهدف في كل المجالات كافة.

واوضح أهمية الانتقال من سياسة الاهمال البيئي إلى الاهتمام ووقف استنزاف مواردها وثرواتها بالاستهلاك العشوائي او غير المدروس وذلك عبر التشخير والتخضير واستخدام التكنولوجيا الحديثة واستزراع النباتات البحرية والمرجان لاعادة احياء بعض المناطق بما يدر عليها موارد وثروات ضخمة.

واشار الى المخاطر التي تهدد سلامة البيئة البحرية نتيجة تسرب الملوثات الصناعية السائلة حيث تم اتخاذ اجراءات قانونية بحق 23 منشأة صناعية خالفت مواد قانون البيئة وتحويل 51 جهة إلى النيابة العامة لتورطها في تجاوزات أخرى على البيئة.

وافاد بأن تلوث الهواء وتغير المناخ حسب التقارير العالمية مسؤولا عن نحو اربعة ملايين و200 الف حالة وفاة في العام 2015 كما تقدر التكاليف الاقتصادية للرعاية الصحية الناجمة عن التلوث بنحو 6ر4 تريليونات دولار سنويا أي ما يعادل 2ر6 بالمئة من اجمالي الناتج الاقتصادي العالمي.

واضاف ان هذا الملتقى من شأنه المساهمة برفع مستوى الوعي والعناية بالبيئة وأهمية التشجير والطبيعة الخضراء والمحافظة على الموارد الطبيعية وتحقيق الموائمة بينها وبين برامج التنمية الاقتصادية والزراعية والصناعية أو العمرانية أو السياحية فضلا عن اقتراح تدابير وحملات تحمي الموارد الطبيعية والنظم البيئية والتنوع البيولوجي الاحيائي وتحميها أكثر فأكثر من مصادر التلوث.

وذكر ان الملتقى سيركز على الطاقة المتجددة وعلى واجبات الوزارات والجهات الحكومية والخاصة بشأن تطوير تطبيق قانون حماية البيئة والتعديلات عليه وعلى آليات ادماج مختلف القطاعات المعنية بما فيها الشرائح الاجتماعية في عملية نهوض وطني للحفاظ على البيئة وتعزيز اخضرار الكويت في كل حي وشارع ومدرسة وشركة ومؤسسة ومنطقة.

وقال انه سيتم أيضا اقتراح آليات تجعل الاجهزة المعنية بالنظافة والصحة والحفاظ على الكائنات الحية اكثر التزاما وانخراطا في تعزيز التنوع البيئي والحفاظ عليه من الانشطة والاعمال المضرة مع التأكيد على الاهتمام بمدى الالتزام بالمعايير والاتفاقات الدولية التي وافقت عليها الكويت ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سابقا أو يمكن أن توافق عليها مستقبلا والمتعلقة بمخاطر تدهور النظام البيئي الطبيعي التي تهدد البيئة.

وبدورها قالت مدير عام شركة (ليدرز جروب) للاستشارات والتطوير نبيلة العنجري ان تنظيم هذا الملتقى جاء بسبب الظواهر السلبية التي تسيء الى البيئة وتشكل عامل قلق البحث حلولا لحمايتها وبذل المزيد من الجهود من أجل تنظيف البيئة وتجميلها بما يرقى الى الكويت وسمعتها وامكاناتها وقيم شعبها.

واضافت العنجري أنه بالرغم من ان طبيعة بلدنا الصحراوية الا ان هناك امكانيات كبيرة لجعلها اجمل مبينة أن مشاكل التصحر والبيئة والمناخ اجمالا تشكل هاجسا كونيا تعقد لاجله قمم وتتطلب ايضا مزيدا من الحراك الوطني والمحلي لمواكبة التطورات ومواجهة التحديات.