السلطات الهولندية تحقق في انتحار قائد عسكري سابق لكروات البوسنة في محكمة دولية

بدأ المدعون الهولنديون تحقيقات غداة انتحار قائد عسكري سابق لكروات البوسنة بالسم في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وسط ذهول الحاضرين في مشاهد تم بثها مباشرة على الهواء.

وفي مشاهد صادمة تم بثها في أنحاء العالم شرب سلوبودان برالياك من قارورة صغيرة بنية اللون وقال إنه تناول السم، وذلك بعد لحظات على إعلان قضاة المحكمة تثبيت حكم السجن 20 عاما بحقه، على خلفية فظائع ارتكبت خلال حرب البلقان في تسعينيات القرن الماضي.

وتوفي الرجل البالغ من العمر 72 في المستشفى بعد نقله من المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، في تطور يلقي بظله على نهاية كان يفترض ان تكون ناجحة لتفويض المحكمة.

وقال المدعون إن تحقيقاتهم ستتركز حول ما الذي قتل برالياك، وما إذا تلقى أي مساعدة خارجية في الحصول على السم المفترض.

وقال مكتب الادعاء العام في بيان في ساعة متأخرة أمس «في الوقت الراهن، سيتركز التحقيق على الانتحار بمساعدة وانتهاك قانون الأدوية» مضيفا إنه لن يدلي بتعليقات أخرى.

وجاءت هذا التطور الدرامي عقب إعلان القضاة القرار النهائي في قضية استئناف الأحكام على ستة من القادة العسكريين والسياسيين لكروات البوسنة.

وهتف برالياك القائد العسكري السابق لكروات البوسنة بغضب «برالياك ليس مجرما. أرفض حكمكم».

ووقف برالياك الطويل القامة ذو الشعر الأبيض واللحية ثم رفع قارورة بنية صغيرة الى شفتيه وقلب محتواها الى فمه. وتم تعليق الجلسة فور إعلان المحامي مقاطعا «موكلي يقول إنه تناول السم».

وقال المتحدث باسم المحكمة نيناد غولسفكي للصحافيين إن برالياك «شعر بالأعياء بسرعة» وتوفي في المستشفى. ولم يتمكن المتحدث من تأكيد محتوى القارورة.

وأحدثت هذه التطورات صدمة في كرواتيا وتسببت بإحراج بالغ في المحكمة التي تطوي الملف الشهر المقبل بعد أكثر من عقدين على إنشائها في أوج حرب البوسنة بين 1992 و1995.

ومن بين الأسئلة التي تنتظر أجوبة كيفية تمكن برالياك من تجاوز الإجراءات الأمنية المشددة لتهريب القارورة داخل المحكمة.

وكذلك ما إذا كان محتوى القارورة سما بالفعل او مادة أخرى مسممة، وكيف حصل عليها في مركز الاعتقال التابع للأمم المتحدة في لاهاي حيث كان محتجزا.