السيطرة على كركوك.. بلا قتال

أعلنت القوات العراقية المشتركة أمس الاثنين سيطرتها على منشآت نفطية وأمنية وطرق وناحيتين واقعتين في الضواحي الجنوبية الغربية لمدينة كركوك التي تسيطر عليها قوات البشمركة الكردية.

وذكرت قيادة العمليات المشتركة في بيان “إحراز تقدم كبير” ضمن عمليات “فرض الأمن” في مدينة كركوك المتنازع عليها بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان الشمالي.

وأوضح البيان أن خلاصة العملية لفرض الأمن في كركوك أسفرت عن “السيطرة على معبر جسر خالد طريق الرياض – مكتب خالد، ومعبر مريم بيك على طريق الرشاد – مريم بيك باتجاه فلكة تكريت”.

وأضاف “كما فرضت القوات السيطرة على الحي الصناعي وتركلان وناحية يايجي وعلى منشأة غاز الشمال ومصفى نفطي ومركز الشرطة ومحطة توليد كهرباء كركوك، وما زالت القطعات مستمرة بالتقدم”.

ووجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي “أوامره للقوات المسلحة لفرض الأمن في كركوك التي استولى عليها الأكراد خلال الفوضى التي عمت البلاد بعيد سقوط مناطق عراقية بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014.

وساءت العلاقات بين إقليم كردستان وبغداد، بعد إجراء الاستفتاء حول استقلال الإقليم الذي رفضته السلطات العراقية، ويؤكد العبادي أنه لا يريد حرباً ضد الأكراد.
وكان الأكراد والحكومة العراقية أعلنوا الأحد منح أنفسهم مهلة 24 ساعة لمعالجة الأزمة عبر الحوار تجنباً لمواجهات عسكرية بين الطرفين.

واجتمع قادة الحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان، الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني الأحد في منتجع دوكان الواقع في محافظة السليمانية.

واستمر الاجتماع أربع ساعات، وجمع قادة بينهم الرئيس العراقي فؤاد معصوم عن الاتحاد الوطني الكردستاني، ورئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني، وفقاً لمراسل فرانس برس.

وأكد البيان الختامي أن “القوى الكردستانية لديها استعداد كامل للحوار بدون شرط على أساس المصالح بين بغداد وأربيل ووفقاً لمبادئ الدستور”، لكنها رفضت إلغاء نتائج الاستفتاء.

وكرر العبادي شرط حكومته بإلغاء الاستفتاء حول استقلال الإقليم الذي جرى في 25 سبتمبر، من أجل فتح باب الحوار لمعالجة الأزمة.

ولكن مسؤولاً أمنياً في حكومة كردستان العراق نفى تمكن القوات العراقية من الاقتراب من المدينة أو السيطرة على أراض من قوات البشمركة الكردية، قائلاً: “إن حقول النفط والقاعدة الجوية الواقعة غرب كركوك مازالت تحت سيطرة الأكراد”.

وقال المسؤول بحكومة كردستان العراق إن أخطر اشتباك وقع جنوبي كركوك عندما تبادلت قوات البيشمركة والحشد الشعبي القصف المدفعي.

على الصعيد التركي، أوصى مجلس الأمن القومي التركي اليوم الاثنين الحكومة بإغلاق المجال الجوي للبلاد أمام إقليم شمال العراق وبدء مساع لتسليم معبر “ابراهيم الخليل” الحدودي الرئيسي مع الإقليم للحكومة العراقية.

جاء ذلك في بيان عقب اجتماع للمجلس برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان.
وشدد البيان على أهمية الخطوات التي اتخذتها الحكومة المركزية العراقية في محافظة كركوك، لبسط سيادتها الدستورية على كامل البلاد.

وأكد على أهمية محافظة القوات العراقية على العمق التاريخي لكركوك بعد محاولات تغيير ديموغرافي تعرضت لها المحافظة، لافتا ً إلى حساسية الملف بالنسبة لتركيا.

وأشار إلى أن الاجتماع بحث تدابير جديدة تعتزم أنقرة اتخاذها ضد إدارة الإقليم، على خلفية استفتاء الانفصال غير المشروع والذي يتعارض مع الدستور العراقي.

وفيما يخص التطورات في إدلب السورية، أوضح البيان أن “القوات التركية العاملة بمنطقة خفض التوتر في المحافظة تقوم بمهامها بنجاح في إطار اتفاق أستانة من أجل سلام دائم في سوريا”.

كما أوصى المجلس الحكومة التركية بتمديد حالة الطوارئ، لضمان مكافحة المنظمات الإرهابية، وفي مقدمتها “بي كا كا”، و “داعش”،و “فتح الله غولن”، و” ب ي د/ ي ب ك”.