رئيس مجلس الإدارة

يوسف سلطان الماجد

المدير التنفيذي

سلطان يوسف الماجد

رقم الترخيص/ 156-2017

الطبطبائي يحذّر من خطباء «لهم سوابق بسب الصحابة» و«الداخلية» تؤكد أن التدقيق الأمني شرط للسماح باعتلاء المنبر

واصلت الحسينيات في عموم البلاد إحياء ذكرى عاشوراء لليلة الثانية، حيث تطرق خطباء المنابر الحسينية إلى الأسباب التي دفعت الإمام وآل بيته إلى الخروج.

وفيما حذر النائب الدكتور وليد الطبطبائي من أن «دعوة معممين لهم سوابق بسب الصحابة الكرام أمر لا يقبل»، أكدت مصادر أمنية «سلامة الإجراءات المتبعة في إصدار التصاريح والموافقات للخطباء الخليجيين وغير الخليجيين بمناسبة شهر محرم».

وشددت المصادر على أن «آلية التدقيق الامني والإلكتروني على رجال الدين الذين دخلوا البلاد أخيراً بمناسبة شهر محرم تمت وفق معايير دقيقة روعي فيها عدد من الامور، اهمها الثوابت الدينية والثوابت الوطنية والمصلحة العامة وفق معايير ثابتة لإصدار اذونات الدخول سواء كان الزائر خليجياً او غير خليجي».

وقالت «الاذونات الصادرة لرجال الدين الذين تم منحهم اذن دخول للبلاد بمناسبة شهر محرم، والتي تمت بناء على طلب من اصحاب الحسينيات كانت ذات شقين، الاول لرجال الدين من دول الخليج والثاني لرجال الدين من خارج دول الخليج»، موضحة «اشترطنا على اصحاب الحسينيات تقديم كشف بالأسماء الخطباء للتدقيق الأمني، حيث لن يسمح لأشخاص لا يحملون ذلك التصريح باعتلاء المنابر والخطابة في البلاد».

واضافت «بالنسبة للخطباء الخليجيين، تم التدقيق عليهم أمنيا والكترونيا، للتأكد من مدى التزام ذلك الشخص بالمعايير الامنية التي وضعت له خلال زياراته للبلاد كل عام في محرم واحترامها لا سيما خلال السنوات الخمس الماضية، والتدقيق الالكتروني خلال هذه الفترة وهي فترة انتشار الحسابات الالكترونية ووسائل التواصل بصورة كبيرة، وتم التدقيق على هذا الاساس لإصدار الموافقة أو الرفض في حال كان هناك ما يمنع، وهنا يتم تلقائيا وضع (بلوك) لمنع الشخص المعني من دخول البلاد، كون الخليجيين يدخلون البلاد مباشرة من دون الحاجة إلى تأشيرة عكس رجال الدين من غير مواطني دول مجلس التعاون والذين يحتاجون إذن زيارة يصدر بعد التدقيق الأمني».

وعلى صعيد متصل، شدد مصدر في لجنة الحسينيات أن «اصحاب الحسينيات حريصون على دعوة الخطباء المشهود لهم بالاعتدال والحرص على الوحدة، كما أنه تم إبلاغ الجهات الأمنية مسبقاً بأسماء المدعوين كافة وتقديم جدول بمحاضراتهم في مختلف الحسينيات»، مشدداً على «التعاون الكامل مع الجهات الأمنية في تنفيذ الخطة الموضوعة لإحياء الذكرى».

وضمن مراسم إحياء ذكرى عاشوراء، قال خطيب الحسينية العباسية في المنصورية الشيخ فاضل المالكي إن التضحية بالشهادة هي الشيء الذي يمكن أن يعيد للأمة مسارها الصحيح ويضعها على الجادة الحقة، وهذا هو السبب الأساسي الذي دفع الإمام الحسين للخروج، مشدداً على أن إيقاظ الأمم وإنارة طريقها يحتاج أحياناً إلى صاعق يصعقها حتى ترى مسارها الصحيح.

وأضاف المالكي «رغم معرفة الإمام الحسين بنهايته إلا إنه خرج بهدف إصلاح أمة جده بشكل كلي وليس جزئياً»، متطرقاً إلى شرح فلسفة الهداية، بالقول إن الهدى دعاء يبتغيه الجميع، والهداية في اللغة تعني التسديد نحو الطريق الصحيح، فالإنسان عندما يبتغي طريقاً يحتاج إلى هداية لإيصاله إلى هذا المقصد بشكل مضمون ومأمون، وإذا انحرف عن المقصد يقال غوى وإذا انحرف عن الطريق يقال ضل ولهذا قال الحق سبحانه وتعالى في رسوله الكريم (ما ضل صاحبكم وما غوى).

وأوضح أن الهداية تعني تسديد السالك إلى الطرق الصحيح، وقد يعبر عنه بالصراط المستقيم، فالعدل والأمن والكرامة كلها مقاصد مقدسة يتمنى الإنسان أن تتحقق في حياته الدنيا ولكن على الإنسان أن يعرف المقصد والطريق حتى يصل إلى وجهته.

ولفت إلى أن العدل نوع من أنواع الهداية ويعرف بأنه الحكمة العملية لأن كل شيء يرجع إليه كالأمانة والصدق، متسائلاً ما هي محققات العدل؟ ومجيباً «لمعرفة ذلك علينا أن نضرب مثالاً عن توزيع الميراث بالعدل كيف يتحقق العدل في توزيع الحصص على الأقارب بنسب عادلة، فهذا الأمر يحتاج إلى حسابات دقيقة والإنسان بعقله القاصر لا يمكن أن يحيط بكل جزئيات هذه المسألة ويشخص الحصص بشكل دقيق، فالمسألة لا تمس جيلاً واحداً من الأجيال، وإنما تمس كل الأجيال حتى قيام الساعة ولا يحيط بها إلا رب العالمين وإلا لو تركت للإنسان فإنه سيتخبط».

وتابع: إن «أحكام الميراث عندما تأتي فهي من أحكام الهدى لأنها تبين لك الطريق والآلية لتحقيق العدل، كذلك بقية المفاهيم، ومن هنا فإن الوظيفة الأساسية للدين هي وضع الآليات والطرق الصحيحة التي توصلنا إلى المقاصد الصحيحة».

وأردف «نحن بحاجة إلى هدى المولى سبحانه وتعالى المطلق في حكمته ورحمته، فالله عندما طلب من عباده اتباع دينه باعتبار أن الدين هو رسالة الخالق الذي يحيط بشؤون البشر، الرحيم بهم الحكيم بوضع الشيء في موضعه الصحيح».