كشفت تقارير لصحيفتي نيويورك تايمز وبوليتيكو عن تصاعد التحركات الأمريكية لتوحيد الجهود الاستخباراتية والتقنية مع الحلفاء في مواجهة الصين، في إطار استراتيجية غربية تعتبر المنافسة مع بكين طويلة الأمد وتشمل الجوانب العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية.
وذكرت نيويورك تايمز أن تقييمات أمنية أمريكية حديثة أظهرت قلقًا متزايدًا داخل دوائر صنع القرار في واشنطن وحلفائها من تنامي القدرات العسكرية والتكنولوجية للصين، لا سيما في مجالات الصواريخ المتقدمة، والفضاء، والأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي. وبحسب الصحيفة، فإن هذه التقديرات دفعت إلى تعزيز التنسيق داخل تحالف «العيون الخمس» الاستخباراتي، الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، مع توسيع التعاون مع شركاء مقربين خارج إطار التحالف الرسمي.
وفي السياق ذاته، أفادت بوليتيكو بأن الولايات المتحدة أطلقت مسارًا موازيًا يتمثل في تحالف تقني-اقتصادي جديد تحت مسمى «Pax Silica»، يضم دولًا من بينها اليابان، كوريا الجنوبية، أستراليا، سنغافورة، والكيان المحتل، بهدف تقليل الاعتماد على الصين في سلاسل الإمداد الحيوية، خاصة في مجالات المعادن النادرة وأشباه الموصلات والتكنولوجيا المتقدمة. ووفق التقرير، يركز هذا التحالف على تنسيق السياسات الصناعية، وحماية التقنيات الحساسة، وتعزيز البحث والتطوير المشترك.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التوجه يعكس تحولًا في المقاربة الأمريكية من الاعتماد على تحالفات استخباراتية مغلقة إلى بناء شبكة أوسع متعددة المستويات، تجمع بين الأمن والاستخبارات والاقتصاد والتكنولوجيا، لمواجهة النفوذ الصيني المتنامي عالميًا.
في المقابل، ترفض الصين هذه التحركات، معتبرة أنها تندرج ضمن سياسة “الاحتواء”، وتؤكد أن تطويرها العسكري والتقني يأتي في إطار الدفاع عن مصالحها الوطنية. ويرى مراقبون أن هذا التصعيد في الخطاب والتحالفات يعكس مرحلة جديدة من التنافس الدولي، حيث باتت التكنولوجيا وسلاسل الإمداد عناصر مركزية في الصراع على النفوذ العالمي.
اقرأ أيضًا:
