أعاد هجوم نفذه عنصر يُشتبه بانتمائه لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا، وأسفر عن مقتل جنديين أمريكيين ومدني أمريكي، تسليط الضوء على طبيعة وحجم الوجود العسكري الأمريكي في البلاد، ودوره بعد سنوات من انحسار العمليات القتالية الكبرى.
ويُعد الهجوم، الذي وقع السبت، الأول الذي يسفر عن قتلى أمريكيين منذ الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد قبل عام، ما أثار تساؤلات حول المخاطر المستمرة التي تواجه القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا.
وجود عسكري مستمر منذ أكثر من عقد
تحتفظ الولايات المتحدة بقوات في سوريا منذ أكثر من عشر سنوات، في إطار مهمة معلنة تهدف إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. ويبلغ عدد الجنود الأمريكيين حاليًا نحو 900 جندي، يتمركز معظمهم في شمال شرقي سوريا الخاضع لسيطرة قوات كردية متحالفة مع واشنطن، إضافة إلى قاعدة التنف في البادية جنوب شرقي البلاد قرب الحدود مع العراق والأردن.
ورغم أن محاربة داعش تبقى الهدف الرسمي للمهمة، يرى مراقبون أن الوجود الأمريكي يسهم أيضًا في عرقلة تحركات إيران والفصائل المدعومة منها بين العراق وسوريا.
من الحرب الأهلية إلى محاربة داعش
اندلعت الأزمة السورية عام 2011 مع احتجاجات شعبية قوبلت بحملة أمنية عنيفة، لتتحول لاحقًا إلى حرب أهلية استمرت قرابة 14 عامًا. وفي بدايات النزاع، تجنبت واشنطن التدخل العسكري المباشر، مكتفية بدعم محدود لبعض فصائل المعارضة، خشية التورط في صراع طويل بعد تجربتي العراق وأفغانستان.
غير أن الموقف الأمريكي تغيّر عام 2014 مع صعود تنظيم الدولة الإسلامية، الذي سيطر حينها على مساحات واسعة من سوريا والعراق، وشن هجمات في المنطقة وخارجها. عندها أطلقت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما حملة عسكرية شملت غارات جوية ودعمًا مباشرًا لقوات محلية على الأرض.
تهديدات قائمة رغم تراجع التنظيم
ورغم خسارة داعش لمعاقله الرئيسية، لا تزال خلاياه النائمة تنشط في مناطق متفرقة، مستهدفة القوات المحلية والدولية. ويؤكد الهجوم الأخير، وفق محللين، أن التهديد لم ينتهِ بالكامل، وأن مهمة القوات الأمريكية ما زالت محفوفة بالمخاطر.
ولم تعلن واشنطن حتى الآن عن تغييرات فورية في انتشار قواتها، لكنها أكدت استمرار التحقيق في ملابسات الهجوم، والتزامها بمواصلة عمليات مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع الشركاء المحليين.
ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه الدعوات داخل الولايات المتحدة لإعادة تقييم الوجود العسكري الخارجي، مقابل تحذيرات من أن أي انسحاب متسرع قد يفتح المجال لعودة التنظيمات المتشددة إلى المشهد السوري.
اقرأ أيضًا:

