السبت - 2025/12/13 7:50:24 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

هل يسعى ترامب إلى «سحب» إيطاليا والنمسا وبولندا والمجر من الاتحاد الأوروبي؟

أثار نشر استراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة في الرابع من ديسمبر 2025 جدلًا واسعًا في الأوساط الأوروبية، في ظل تسريبات تحدثت عن نية واشنطن تعزيز نفوذها داخل أربع دول أوروبية بهدف إضعاف الاتحاد الأوروبي، وهي إيطاليا والنمسا وبولندا والمجر.

وبحسب الاستراتيجية الرسمية التي ترفعها كل إدارة أميركية جديدة إلى الكونغرس، وُصفت أوروبا بأنها «قارة في حالة تراجع»، مع تحذيرات من «طمس حضاري» نتيجة سياسات الهجرة، وانتقادات لما اعتبرته الوثيقة «تقييدًا لحرية التعبير وقمعًا للمعارضة السياسية». غير أن مسودة غير منشورة، نفت البيت الأبيض رسميًا وجودها، تضمنت وفق منصة Defense One الأميركية تفاصيل أوسع عن توجهات واشنطن تجاه أوروبا.

وذكرت المنصة أن المسودة المسربة تشير إلى أن الولايات المتحدة ينبغي أن «تعمل بشكل أكبر» مع إيطاليا والنمسا وبولندا والمجر، «بهدف إبعادها» عن الاتحاد الأوروبي، وهو ما أثار تساؤلات حول سعي واشنطن إلى تقسيم التكتل الأوروبي أو إضعاف تماسكه الداخلي.

دول محورية وحسابات سياسية
ويُعد إدراج المجر على رأس هذه القائمة الأقل إثارة للدهشة، في ظل العلاقة الوثيقة بين رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان والرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث يُنظر إلى أوربان داخل الاتحاد الأوروبي كقوة معرقلة ومثيرة للانقسام. كما تواجه بودابست تجميدًا لأموال أوروبية بسبب مخاوف تتعلق بالتراجع الديمقراطي، ما يجعلها أكثر انفتاحًا على دعم خارجي.

أما إيطاليا، فينظر ترامب بإيجابية إلى رئيسة وزرائها جورجيا ميلوني وحزب «إخوة إيطاليا» اليميني، غير أن خبراء يرون أن روما، رغم تقاربها الأيديولوجي مع بعض التيارات المحافظة، لا تتبنى نهجًا تصادميًا مع الاتحاد الأوروبي، بل تتعامل معه ببراغماتية.

وفي بولندا والنمسا، ورغم عدم تولي أحزاب يمينية شعبوية السلطة حاليًا، فإن هذه التيارات ما تزال مؤثرة بقوة في المشهد السياسي، ما قد يفتح المجال أمام واشنطن لتعزيز نفوذها مستقبلًا.

غياب دول أخرى يثير التساؤلات
وفي المقابل، لفت مراقبون إلى غياب كل من التشيك وسلوفاكيا عن القائمة، رغم صعود قوى شعبوية مشككة بالاتحاد الأوروبي فيهما. ويرى محللون أن هذا يعود إلى الخلفيات الأيديولوجية لأحزاب الحكم هناك، التي لا تنتمي تقليديًا إلى اليمين الشعبوي المتحالف فكريًا مع إدارة ترمب.

إضعاف تدريجي لا انسحاب مباشر
ويرجح خبراء، من بينهم دانيال هيغيدوش من «صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة»، أن هدف واشنطن لا يتمثل في دفع هذه الدول إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي، بل في إضعاف عملية الاندماج الأوروبي تدريجيًا عبر دعم قوى سياسية معارضة لبروكسل وتشجيع التمرد على القرارات المشتركة.

وتبرز ملامح هذا التوجه في مواقف المجر الأخيرة، حيث أعلنت رفضها الالتزام بقرارات الاتحاد المتعلقة بالتخلي عن الطاقة الروسية، وحصلت على إعفاءات من العقوبات الأميركية، ما اعتُبر تحديًا مباشرًا للسياسات الأوروبية الموحدة.

المصدر:
دويتشه فيله (DW)، استنادًا إلى تقارير منصة Defense One وتحليلات خبراء في العلاقات الأوروبية – الأميركية.

اقرأ ايضًا:

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com