أكد المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية الإفريقية، الذي اختتم أعماله اليوم في القاهرة، أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، ودعم السلم والأمن والاستقرار في القارة الإفريقية، في إطار السعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2063، مع التشديد على ضرورة حل القضية الفلسطينية وفق القرارات الدولية، وإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب ختام المنتدى، أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره المصري بدر عبدالعاطي أن المنتدى عُقد بمشاركة أكثر من 50 دولة إفريقية وعدد من رؤساء المنظمات الإقليمية، مؤكدين الأهمية الاستراتيجية للشراكة الروسية الإفريقية في دعم مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بالقارة .
وشدد الوزيران على ضرورة التوصل إلى حل عاجل للقضية الفلسطينية، في أعقاب اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة الذي تم بوساطات قطرية ومصرية وأمريكية وتركية ودخل حيز التنفيذ في أكتوبر الماضي، مع التأكيد على الالتزام بتطبيق حل الدولتين على حدود عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية.
وأشار عبدالعاطي إلى أن انعقاد المنتدى يأتي في مرحلة إقليمية ودولية شديدة التعقيد على صعيدي الأمن والتنمية، داعياً إلى تسوية القضايا الإقليمية العالقة التي تعرقل جهود التنمية، ورفض الإجراءات الأحادية التي قد تؤدي إلى توترات في القارة، والعمل على تعزيز الاستقرار والأمن والتنمية في إفريقيا.
من جانبه، أوضح لافروف أن الاجتماعات ناقشت عدداً من الملفات الإفريقية والدولية، شملت تعزيز خطة العمل المشتركة بين روسيا والدول الإفريقية، وتسريع التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والطاقة والاستثمار، وتنفيذ مشاريع مشتركة في القطاعات التقنية والثقافية والإنسانية.
وأضاف أن البيان الختامي للمؤتمر، الذي اعتمد بالإجماع، أكد الالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ودعم الاستقلال الاقتصادي للدول الإفريقية وحقها في التنمية المستقلة، وحرية اختيار شركائها وسياساتها الخارجية، مع رفض العقوبات الأحادية الجانب، وضرورة حماية الشراكات التجارية والاستثمارية من آثارها عبر تطوير سلاسل مالية ولوجستية ومصرفية مشتركة.
وشدد لافروف على مواصلة التنسيق الدولي، بما يشمل إصلاح مجلس الأمن وتحديث صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، لضمان تمثيل عادل يعكس موازين القوى الاقتصادية الحديثة، بما في ذلك صعود الاقتصادات الإفريقية.
يُذكر أن منتدى الشراكة الروسية الإفريقية تأسس عام 2019 منصةً استراتيجية لتعزيز التعاون بين روسيا والدول الإفريقية على المستويات الاقتصادية والتجارية والثقافية، وشهدت قممه السابقة في سوتشي وسانت بطرسبرغ، إضافة إلى المؤتمر الوزاري الأول في نوفمبر 2024، إرساء أسس متينة للتعاون المستدام وتطوير آليات العمل المشترك دعماً للاستقرار والتنمية في القارة.
اقرأ أيضًا:
