الإثنين - 2025/12/22 11:10:47 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

مخاوف اقتصادية أمريكية وتحولات هيكلية بالنظام المالي العالمي تدفع الذهب إلى مستويات قياسية

سجلت أسعار الذهب والفضة قفزات تاريخية غير مسبوقة خلال تداولات اليوم، مدفوعة بمخاوف متزايدة بشأن أداء الاقتصاد الأمريكي، وتحولات هيكلية عميقة يشهدها النظام المالي العالمي، حيث اخترق الذهب حاجز 4400 دولار للأوقية للمرة الأولى في تاريخه.

وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنحو 1.3 بالمئة ليصل إلى 4398.12 دولار للأوقية، فيما صعدت العقود الآجلة الأمريكية بنسبة 1.02 بالمئة مسجلة 4432.20 دولار، بالتزامن مع ارتفاع أسعار الفضة بأكثر من 3 بالمئة لتلامس مستوى 69 دولارا للأوقية، إلى جانب تسجيل البلاتين والبلاديوم أعلى مستوياتهما منذ سنوات، وسط طلب فعلي قوي تجاوز نطاق المضاربات التقليدية.

ويأتي هذا الصعود مدفوعا ببيانات اقتصادية أمريكية أظهرت ضعفا في سوق العمل وتراجعا في معدلات التضخم، ما عزز توقعات الأسواق بإقدام مجلس الاحتياطي الاتحادي على خفض أسعار الفائدة خلال يناير المقبل.

وفي هذا السياق، قال رمزي قاسمية، مدير استثمار في شركة قطر للأوراق المالية، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية وكالة الأنباء القطرية، إن الارتفاع القياسي للذهب يعود إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها تزايد الرهانات على خفض الفائدة الأمريكية، وضعف مؤشر الدولار الذي يقترب من أدنى مستوياته منذ عام 2022، متراجعا بأكثر من 10 بالمئة منذ بداية العام.

وأوضح قاسمية أن الذهب يستفيد أيضا من مخاوف دخول الاقتصاد الأمريكي في مرحلة ركود تضخمي، إلى جانب تنامي مشتريات البنوك المركزية من المعدن الأصفر، وهي وتيرة تسارعت منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، في ظل سعي دول عدة إلى تنويع احتياطياتها بعيدا عن الأصول المقومة بالدولار.

وأشار إلى أن احتياطيات البنك المركزي الصيني من الذهب ارتفعت للشهر الرابع عشر على التوالي، كما عززت بنوك مركزية أخرى، من بينها تركيا وكازاخستان، حيازاتها، في وقت أعلن فيه البنك المركزي الكوري الجنوبي عزمه زيادة احتياطياته من الذهب لأول مرة منذ عام 2013.

وأضاف أن تصاعد مستويات المديونية في الاقتصادات الكبرى، ولا سيما الولايات المتحدة وأوروبا، أضعف الثقة في السندات الحكومية، وعزز مكانة الذهب كملاذ آمن وأداة تحوط طويلة الأجل، لافتا إلى أن مؤسسات مالية وبنوك استثمار عالمية تتوقع استمرار الزخم الصعودي للذهب حتى عام 2026.

من جانبه، قال الدكتور عمر خليف الغرايبة، نائب عميد كلية الأعمال للجودة بجامعة آل البيت الأردنية، في تصريحات لـ«قنا»، إن السلوك السعري الحالي للذهب لم يعد قابلا للتفسير بأدوات التحليل التقليدي وحدها، مشيرا إلى أن ما تشهده الأسواق يعكس تحولا بنيويا في هيكل الطلب العالمي، تتداخل فيه العوامل النفسية مع توجهات استراتيجية طويلة الأمد.

وأوضح الغرايبة أن الطلب الهيكلي المستمر من البنوك المركزية، خصوصا في اقتصادات كبرى مثل الصين والبرازيل، يشكل قاعدة صلبة تدعم الاتجاه الصاعد، ويعكس توجها متناميا نحو تنويع الاحتياطيات بعيدا عن الدولار، في ظل تآكل الثقة بالسياسات النقدية التقليدية.

وحذر في الوقت ذاته من أن جزءا من الارتفاع الحالي قد يكون مدفوعا بعوامل نفسية ومضاربات قصيرة الأجل، ما يفتح المجال أمام تصحيحات سعرية حادة قد تصل إلى 30 أو 40 بالمئة، دون أن ينفي ذلك الاتجاه الصاعد طويل الأمد للذهب.

وأكد الغرايبة أن الذهب بات اليوم مؤشرا كاشفا لاختلالات أعمق في النظام المالي العالمي، حيث لم يعد يُنظر إليه فقط كأداة لتحقيق العائد، بل كمرآة تعكس إعادة تعريف مفهوم الأمان في عالم تتزايد فيه الشكوك حول العملات الورقية والسياسات النقدية السائدة.

اقرأ أيضًا:

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com