أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلًا سياسيًا ودبلوماسيًا جديدًا مع الدنمارك، بعد تعيينه حاكم ولاية لويزيانا الجمهوري جيف لاندري مبعوثًا خاصًا إلى غرينلاند، في خطوة قال لاندري إنها تهدف إلى «جعل غرينلاند جزءًا من الولايات المتحدة».
وأعلن ترامب، يوم الأحد، تعيين لاندري مبعوثًا خاصًا إلى الجزيرة القطبية، التي تتمتع بحكم ذاتي واسع ضمن مملكة الدنمارك. وقال لاندري في منشور على منصة «إكس» إن من «دواعي الشرف» له أن يخدم في «مهمة تطوعية لجعل غرينلاند جزءًا من الولايات المتحدة»، وهو تصريح أثار ردود فعل غاضبة في كوبنهاغن ونوك.
وردّت الحكومة الدنماركية بالقول إنها ستستدعي السفير الأميركي لطلب «توضيح رسمي»، فيما شدد رئيس وزراء غرينلاند ينس-فريدريك نيلسن على أن «غرينلاند تقرر مستقبلها بنفسها»، مؤكدًا أن «سلامة أراضيها يجب أن تُحترم».
وقال وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكه راسموسن إن تعيين لاندري «مقلق للغاية»، محذرًا واشنطن من المساس بالسيادة الدنماركية، ومضيفًا أن المملكة «لا يمكنها قبول أي إجراءات تقوض وحدتها الإقليمية».
من جهتها، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تضامن الاتحاد الأوروبي «الكامل مع الدنمارك وشعب غرينلاند»، في إشارة إلى اتساع دائرة القلق الأوروبي من التصريحات الأميركية.
ويأتي هذا التطور في ظل إحياء ترامب، منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، اهتمامه القديم بغرينلاند، مشيرًا إلى موقعها الاستراتيجي وثرواتها المعدنية. وكان ترامب قد حاول خلال ولايته الأولى شراء الجزيرة عام 2019، إلا أن الدنمارك وحكومة غرينلاند رفضتا العرض حينها، مؤكدتين أن «غرينلاند ليست للبيع».
وتكتسب القضية بعدًا استراتيجيًا متزايدًا مع تصاعد التنافس الدولي في القطب الشمالي، حيث يؤدي ذوبان الجليد إلى فتح ممرات شحن جديدة وزيادة الوصول إلى موارد طبيعية نادرة، في وقت تحتفظ فيه الولايات المتحدة بقاعدة عسكرية في غرينلاند منذ الحرب العالمية الثانية.
اقرأ أيضًا:
ماكرون يدعو إلى حوار أوروبي مباشر مع بوتين وسط تعثر مسار التسوية في أوكرانيا

