تشهد نيويورك تحولًا سياسيًا لافتًا بعد فوز زوهران ممداني بمنصب العمدة، في خطوة تمثل بداية مرحلة اقتصادية واستثمارية جديدة.
ويرى خبراء الاقتصاد أن هذا الفوز يحمل فرصًا كبيرة لإعادة رسم خريطة المال في الساحل الشرقي الأميركي، ويمهّد الطريق أمام الصناديق السيادية الخليجية لاستكشاف مجالات استثمارية واعدة.
تحوّل سياسي يفتح الأبواب أمام الاقتصاد
تُعد نيويورك القلب المالي للعالم، لكنّ وصول ممداني غيّر نغمة هذا القلب.
فهو أول مسلم يتولى المنصب في تاريخ المدينة، ويقدّم رؤية تقدمية تركز على العدالة الاقتصادية والمشاريع التنموية.
كما يرفض ممداني النهج المالي التقليدي، ويدعو إلى أن تعمل المدينة لصالح جميع سكانها.
يركّز برنامجه الاقتصادي على الاستثمار في البنية التحتية والطاقة النظيفة والإسكان، وهي قطاعات تتوافق مع توجهات الصناديق الخليجية التي تبحث عن استثمارات مستدامة ذات أثر اجتماعي واقتصادي.
فرص استثمارية قادمة
تستعد الإدارة الجديدة لإطلاق خطة كبرى لتحديث النقل العام وبناء مشروعات إسكان ميسّر بمليارات الدولارات.
كما ستفتح نيويورك المجال أمام شراكات بين القطاعين العام والخاص، ما يجعلها وجهة مثالية لهيئة الاستثمار الكويتية، وصندوق الاستثمارات السعودي، وجهاز أبوظبي للاستثمار.
وفي الوقت الذي ينشغل فيه المستثمرون الأميركيون بالجدل السياسي، تستطيع الصناديق الخليجية التحرك بهدوء لاقتناص فرص في مشاريع الطاقة النظيفة والبنية الذكية والمدن المستدامة.
وبذلك، يمكن أن تتحول نيويورك إلى مركز جديد للتعاون الاقتصادي بين الشرق الأوسط والولايات المتحدة.
من السياسة إلى المال
يعرف ممداني أن الضرائب لا تكفي لتمويل خططه الطموحة.
ولذلك، يخطط لاستخدام أدوات تمويل مبتكرة لجذب الصناديق الدولية الكبرى.
تهدف هذه الأدوات إلى الجمع بين العائد المالي والعائد الاجتماعي في الوقت نفسه.
وتسعى نيويورك الجديدة إلى بناء شراكات حقيقية مع مستثمرين لديهم رؤية طويلة المدى وقدرة تنفيذية قوية.
وفي المقابل، تمتلك الصناديق الخليجية خبرة واسعة واستقرارًا ماليًا يجعلها شريكًا مفضلًا للإدارة الجديدة في مشروعات التحول الأخضر والبنية التحتية.
مجالات واعدة
العقارات والإسكان الذكي:
ستُفتح مناطق جديدة لتطوير مجمعات سكنية مستدامة، ما يوفر عوائد طويلة الأجل.
الطاقة المتجددة والبنية الخضراء:
تعمل نيويورك على تحويل محطات الطاقة إلى بدائل نظيفة وتحديث شبكاتها بأنظمة ذكية.
الاقتصاد الرقمي:
يدعم ممداني التحول الرقمي الكامل، ما يتيح فرصًا جديدة في الذكاء الاصطناعي وإدارة المدن الذكية — وهي مجالات بدأ فيها الاستثمار الخليجي عالميًا.
الخليج أمام لحظة حاسمة
تقف الصناديق السيادية الخليجية اليوم أمام خيار واضح:
إما الانتظار والمشاهدة، أو التحرك للمشاركة في التحول الاقتصادي في أهم مدينة بالعالم.
ويؤكد المحللون أن التحرك المبكر سيمنح الخليج مكاسب استراتيجية تمتد لعقود قادمة.
كلمة ختامية
فوز زوهران ممداني لا يمثل مجرد انتصار سياسي، بل بداية مرحلة اقتصادية جديدة.
الفرص لا تُعلن بل يكتشفها من يبحث عنها.
ومن يقرأ المشهد اليوم بدقة، يصنع غدًا موقعه في خريطة المال العالمية.ولذلك، من يدرك هذا التحول الآن، يدرك أن الوقت قد حان للبدء.
